منذ انتخاب مجلس إدارة النادي الإسماعيلي برئاسة محمد أبوالسعود علقت جماهير قلعة الدراويش أحد أضلاع مثلث القمة لكرة القدم المصرية مع القطبين الأهلي والزمالك آمالا كبيرة علي أن يكون قدوم هذا المجلس المنتخب بداية عصر جديد عنوانه استعادة أمجاد الدراويش برازيل الكرة المصرية بفكر وأساليب غير تقليدية تجعل من الاسماعيلي صاحب التاريخ العريق مؤسسة اقتصادية ورياضية كبيرة تليق بشعبيته وانجازاته بما يؤهله لاحتلال المكانة اللائقة به علي خريطة الكرة العربية والمحلية والافريقية.. ولكن كانت المفاجأة غير المتوقعة عندما تقدم مجلس الإدارة باستقالته مع أول مشكلة واجهته عندما رفضت مديرية الشباب والرياضة منحه فرصة التعاقد مع أحد الرعاة.. وكنت أنتظر من هذا المجلس بقيادة محمد أبوالسعود أن يكون أكثر صلابة في التعامل مع تلك الأزمة خاصة وأنه يعلم أن النادي الاسماعيلي يعاني الكثير.. والكثير من المشاكل التي تعرقل مسيرته وانطلاقه بالصورة التي ترضي طموح جماهيره.. كما انه كان صاحب حق في تلك الازمة بدليل أن العامري فاروق وزير الرياضة رفض هذه الاستقالة وجدد ثقته في رجالات مجلس الاسماعيلي.. بل ووعدهم بالوقوف خلفهم وتوفير كل الدعم لقناعته بأن النادي الاسماعيلي يمثل جزءا هاما من تاريخ الرياضة والكرة المصرية وانه دائما كان خير داعم للمنتخبات الوطنية بنجوم أفذاذ أثروا اللعبة علي مدار تاريخها.. وأعطي العامري فاروق تعليماته بإتاحة الفرصة امام مجلس الاسماعيلي للتعاقد مع هذا الراعي انطلاقا من ان المرحلة القادمة تحتاج مرونة أكثر من الدولة لاتاحة الفرصة امام الاندية والاتحادات لتنمية مواردها المالية الذاتية.. وهو ما يسعي وزير الرياضة لتحقيقه في القانون الجديد فيما يتعلق بمحور الاستثمار الرياضي بعد أن أصبحت الرياضة صناعة مرتبطة بنشاط اقتصادي داخل المجتمع المهم أن مجلس الاسماعيلي برئاسة محمد أبو السعود كان عند حسن الظن به وتراجع عن الاستقالة وأكد تحمله لمسئولياته كاملة. أري ان الاسماعيلي قد أخطأ في اثارة أزمة مع اتحاد كرة القدم الجديد بحجة رغبته في اللعب ببطولة كأس الكونفدرالية الافريقية لأنه بهذا المطلب يخالف قرار اتحاد كرة القدم الصادر منذ عدة سنوات بعدم السماح للاندية بالمشاركة في بطولة العرب مع إحدي بطولتي افريقيا لابطال الدوري أو الكونفدرالية في نفس التوقيت.. وأكد القرار الذي تم تطبيقه بالفعل علي أن النادي يجب ان يختار ما بين اللعب عربيا أو افريقيا في الموسم الواحد وذلك بهدف الحفاظ علي انتظام جدول مباريات الدوري المحلي حتي لا تضعف المنافسة والمستوي العام لأداء الفرق بسبب كثرة التأجيلات فإن لجوء مجلس الاسماعيلي لوزير الرياضة ليتدخل لدي اتحاد الكرة لاتاحة الفرصة للاسماعيلي للاشتراك في الكونفدرالية بجانب البطولة العربية التي اختارها بالفعل وسيلعب خلال ايام أولي مبارياتها امام نادي الخرطوم السوداني هو تصرف خاطيء ومرفوض وأتمني من ادارة الاسماعيلي التراجع عنه فورا وعدم اثارته مع الوزير اثناء زيارته للنادي غدا ومن الافضل لمجلس الإدارة وجهازه الفني بقيادة صبري المنياوي التفرغ لتنفيذ خطط التطوير والخروج من نفق الأزمة المالية المظلم والاستعداد الجيد لفريق الكرة ليتوج بطلا للعرب فالمثل الشعبي يقول "عصفور في اليد خير من عشرة علي الشجرة" مع خالص امنياتي لرجلات مجلس الاسماعيلي برئاسة محمد أبوالسعود بالتوفيق والنجاح في مهمتهم الانتحارية.