يوم الاثنين القادم "10 يناير" يكشف الفيفا عن اسم افضل لاعب في العالم لكرة القدم. وسط ترشيحات قوية بأن الارجنتيني ميسي سوف يفوز بالكرة الذهبية للعام الثاني علي التوالي. رغم منافسة انيستا وتشافي.. أما جائزة افضل مدرب فقد حجزت سلفا للمدرب دل بوسكي.. الحفل استعد له الفيفا استعدادا خاصا وسوف يبث مباشرة علي موقع الفيفا. ويبدأ بتويج أحسن لاعبة كرة قدم في العالم. وسط منافسة من اللاعبات فاطمير باجراماج. ومارتا صاحبة الالقاب السابقة وبرجيت برينز. وكذلك -لأول مرة - أحسن مدربة.. والمهم هنا ان الفيفا سيختار أيضا أحسن 11 لاعبا في جميع المراكز. بما يشبه منتخب العالم. وبالطبع ليس من بينهم لاعب مصري واحد. حتي بين المرشحين. لأن الفشل يلاحق محاولات أغلب لاعبينا في اندية اوربا. وهو بالأصل قلة متواضعة جدا. بالقياس الي باقي اللاعبين الافارقة المحترفين في الاندية الاوربية. وأيضا بالقياس الي مكانة الكرة المصرية بين التصنيف العالمي الشهري والسنوي وهي مكانة لا بأس بها. وايضا قياسا الي قوة الدوري المصري وتصنيفه الرسمي. ولكنه ايضا دوري غير قادر علي تصدير لاعبين جيدين. قادرين علي النبوغ والتألق خارج الحدود.. وتقديري الشخصي ان مسلسل هذا الفشل يبدأ اصلا من غياب صناعة جيدة للناشئين في مصر يرعاها اتحاد الكرة. وهي مسئولية فنية تأتي في صلب مهامه. حيث يكتفي اتحادنا الموقر باختيار منتخبات للمشاركة في البطولات السنية. ورعايتها وقت البطولات فحسب. مع اهمال هذا القطاع المنتج علي مدار العام. لأنه اصلا لا توجد استراتيجية لرعاية هذه الصناعة وربطها باحتياجات السوق الاحترافية في الخارج. بحيث تصبح صناعة الناشئين رابحة للأندية والاتحاد. وهي صناعة عرفتها معظم الدول الأفريقية. بدليل هذا العدد الكبير جدا من اللاعبين المحترفين في أبرز الأندية الأوربية. حتي من الدول البسيطة كرويا مثل مالي والسيراليون. اضافة الي المدارس الكروية الافريقية البارزة مثل نيجيريا وساحل العاج وغانا والكاميرون. والتي تملك منتخبات وطنية وشبابية وناشئين كاملة من اللاعبين المحترفين والمتألقين في الخارج. مثل هذه الصناعة تفوق بعائداتها المباشرة وغير المباشرة كل الارقام التي يحلم بها المسئولون في اتحاد الكرة والاندية من مسألة البث التليفزيوني. التي لم تحسب حتي الان من الموسم الماضي. وكانت الاندية تتسول حقوقها تجاه التلفزيون.. صناعة النشء القادر علي التواجد والصمود في الدوريات الاوربية تحتاج الي كيانات احترافية وليست مسئولية منفردة للاتحاد أو الاندية.. لابد من التعاون مع الاكاديميات الاوربية بشكل جاد. وليس كما يحدث الان من ضحك علي الناس واولياء الامور في بعض مدارس الكرة لرعاية الناشئين. والتي لا تنتج شيئا. ولا هم لها سوي ايجاد عمل لبعض المدربين العاطلين عن العمل. وسحب كل ما يمكن سحبه من ميزانية الاسرة. حتي تيأس. بينما لا يوجد اهتمام حقيقي من النادي بهذا الكم الكبير جدا من النشء الذين يتطلعون الي مستقبل متميز مع الساحرة المستديرة. والذي يتسرب تدريجيا الي لا شئ في عالم كرة القدم. فتضيع ثروة كبيرة من الناتج من صناعة النشء. لأنها اصلا قائمة علي لا شئ. اتمني ان يتصدي الكابتن سمير زاهر واعضاء مجلس ادارة الاتحاد المشغولون جدا بفضائيتهم. لأخذ المبادرة في اطلاق صناعة النشء المصري من لاعبي كرة القدم وفق استراتيجية مبرمجة بالتعاون مع خبراء حقيقيين في هذا المجال. وليس بعشوائية كعادتنا في كل حياتنا الكروية وغير الكروية.. وشوفوا حالنا إزاي؟؟!