كشفت تحقيقات مباحث الاسكندرية عن العديد من المفاجآت المثيرة في واقعة خطف رجال الأعمال السكندري المعروف "محمود طارق محمود عوض" صاحب سلسلة مصانع أبيكو للبلاستيك. أكدت تحقيقات فريق البحث برئاسة اللواء ناصر العبد مدير مباحث الاسكندرية وضم كلاً من العميد محمد هندي وكيل مباحث غرب والعقيد إيهاب عطية مفتش غرب أن المتهم "رجب.ع.أ" 44 سنة سائق حاول خطف المجني عليه منذ ستة أشهر وعجز عن انجاز مهمته لعدم وجود العدد الكافي من المتعاونين معه في الجريمة ومطالبتهم له بمبالغ تفوق قدرته المالية.. وانه قد جاب منطقة برج العرب والعامرية والمنتزه بحثا عن ضالته دون جدوي فعدل عن الفكرة حتي يتم تشكيل فريقه الاجرامي.. كما تبين ان المتهم كان يعمل كمقاول أعمال رفع ورصف بالمصنع ولكن تم انهاء التعاقد معه لعدم التزامه بمواعيد العمل وسوء سلوكه. كان فريق البحث قد عثر علي المجني عليه في حالة اعياء شديدة بعد ان منع المتهمين عنه الطعام علي مدار أربعة أيام والاكتفاء باعطائه كوب ماء واحد طوال اليوم مع تركه ينزف من أثر الاعتداء عليه بالضرب ومقاومته للاختطاف.. كما مارس المتهمون مع المجني عليه اقصي درجات التعذيب من تقييده طوال الوقت ووضع غطاء علي عينيه واجلاسه في حجرة مظلمة علي مدار خمسة أيام كان لا يسمع فيها سوي صوت ضحكاتهم وتدخينهم للشيشة طوال اليوم بالاضافة إلي حرصهم لايهامه بأن أسرته تخلت عنه ورفضت دفع الفدية البالغة 5 ملايين جنيه. كان المتهم "رجب.ع.أ" قد أدلي باعترفات تفصيلية ومثيرة في قضية خطفه لرجل الأعمال فقال.. لقد كنت أعمل لدي عائلة الحاج الكبير كما نطلق عليه والد "محمود" وشقيقه منذ عدة سنوات وأعلم انه يحبهم بجنون واعلم أيضا ثراءه الفاحش فلديه ثلاثة مصانع ببرج العرب بالمنطقة الرابعة والثانية وكنت دائما أحسدهم علي نعمة الله عليهم.. وللاسف بعد فترة من التعامل معهم قرروا قطع العلاقات معي لأني أتأخر في تسليم التعاملات.. وضاق بي الحال فالكل تخلي عني وعدم تعاملي مع شركة "أبيكو" جعل الكثير من المصانع لا تتعامل معي لسوء سمعتي. قال اخذت افكر في كيفية تحقيق مكسب سريع فلم أجد أمامي سوي خطف أحد من أولاد الحاج وبالفعل قمت منذ ستة أشهر بجولة واسعة علي كل العاطلين والمسجلين دون جدوي فمنهم من كان يغالي في أجره أو يسأل في التفاصيل الدقيقة وهو ما يقلقني فأتركه والبعض الآخر يعرف أسرة المجني عليه فيرفض وتأخرت عملية التنفيذ حتي عثرت علي "7" من العاطلين بعضهم من برج العرب والعامرية والبعض الآخر من المنتزه. قال لم يكن في ذهني من أقوم بخطفه فأي واحد من أولاد الحاج سيقع في يدي سأقوم بخطفه لاطالب بفدية قدرها 5 ملايين جنيه كنت سأقوم بتوزيع مليون علي أصدقائي بمعدل 115 ألف جنيه لكل واحد منهم والباقي سأحتفظ به لنفسي وبعد أن اتفقت علي فريق عملي سارعت بالتنفيذ فتمكنت من احضار مبلغ 10 آلاف جنيه لزوم العملية وأجرت سيارتين بتكلفة قدرها 300 جنيه في اليوم لمراقبة المصنع وظللت علي مدار شهر كامل أراقب عملية دخول وخروج أبناء الحاج حتي جاء يوم الجريمة وشاء القدر ان يكون محمود من نصيبي لانه خرج أول واحد فيهم فقمت باخذ سيارته إلي طريق الهوارية وسارعنا بالهروب به وأخذنا ننتقل به من مكان إلي آخر. أمر محمد النويشي رئيس نيابة الدخيلة بحبس المتهمين أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وضبط واحضار باقي المتهمين وتحويل المجني عليه للمستشفي لاسعافه.