عندي أربعة أسباب تدفعني للتحفظ علي إدانة د.هشام قنديل رئيس الوزراء للأحداث الدامية التي شهدها ميدان التحرير أمس الأول. والتحفظ أيضا علي مناشدته المتظاهرين بأن يكون تظاهرهم سلميا. * السبب الأول.. إن كلام د.قنديل معناه "تعالوا نطوي هذه الصفحة.. وعفا الله عما سلف".. نطوي الصفحة ولكن بالأصول.. إذ يجب التحقيق النزيه فيما حدث ومحاسبة المعتدين خاصة أن هناك 143 متظاهرا اصيبوا في تلك الاعتداءات المقصودة. * السبب الثاني.. الكل يعلم أن القوي الشعبية والتيارات المدنية أعلنت قبل أسبوعين إنها سوف تنزل الميدان يوم 12 أكتوبر في مليونية كشف الحساب لمحاسبة الرئيس محمد مرسي علي برنامج المائة يوم.. وكان يجب علي الإخوان ألا ينزلوا الميدان مهما كانت الأسباب.. لكن أن ينزلوا في نفس التوقيت فإن هذا معناه ببساطة شديدة أن الإخوان أرادوا إجهاض المليونية بدليل أنهم هدموا منصة القوي الشعبية وضربوا أصحابها.. وكل هذا يحتاج إلي تحقيق "محايد". * السبب الثالث.. إن رئيس الوزراء عندما يوحي بطي صفحة "يوم الجمعة الأسود" دون تحقيق فإنه بذلك يجعل أي مواطن يتساءل: لماذا إذن تحاسبون من تعدي علي المتظاهرين علي مدي 21 شهراً. وكيف يقول الإخوان إنهم نزلوا الميدان للتنديد بأحكام البراءة للمتهمين في أحداث الثورة ثم يرتكبون هم نفس الجرم؟؟.. وبالتالي فإنني أرفض تماما الكيل بمكيالين في العقوبة الواحدة.. لا يجوز أبداً إذا ارتكب إخواني جريمة يتم غض الطرف عنه وإذا ارتكبها مواطن آخر حوكم وعوقب واتبهدل هو وأسرته واللي خلفوه علي طريقة الجاهلية "إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد"...!! * السبب الرابع.. إن مطالبة رئيس الوزراء للمتظاهرين بأن يكون تظاهرهم سلميا معناه إنه يقول لهم "عفا الله عما سلف" يوم الجمعة بكل ما فيه من دموية ولنبدأ صفحة جديدة أساسها التظاهر السلمي وهو نفس المنطق المعكوس والمرفوض الذي أشرت إليه في السبب الثالث.. فلا يجوز أن نتعامل مع جريمة مكتملة الأركان بطريقة معاتبة الأستاذ لتلميذ مهمل اخطأ في الواجب المدرسي فينصحه بترك اللعب والتركيز في المذاكرة..!! لابد من الحساب والعقاب دون النظر إلي إنتماء هذا أو ذاك.. حتي لا يتكرر ما حدث ولا نري استعراضا جديداً للقوة أو نسمع كلاما كله غطرسة وغرور وقلب للحقائق عبر الفضائيات. أيها الإخوان.. ماذا كان سيضيركم لو كنتم تركتم القوي الشعبية والمدنية تعبر عن نفسها بأي اسلوب سلمي تراه ثم تنصرف..؟؟ الم يكن هذا كفيلا بأن يمر اليوم بسلام..؟؟ العين الحمراء لم تعد تخيف احداً.. وللأسف أنتم تضعون رئيس الدولة في مواقف لا يحسد عليها.. وتراكم هذه المواقف نتيجته كارثية. "الا هل بلغت.. اللهم فاشهد"