تحية تقدير يستحقها المهندس هاني أبوريدة علي المبادرة الرائعة التي قام بها عندما قرر الانسحاب من انتخابات اتحاد كرة القدم لتشهد أزمة الجبلاية انفراجه وتنهي حالة الجدل التي أثيرت حولها وشغلت الرأي العام منذ صدور قرار لجنة الطعون بالاتحاد باستبعاد أبوريدة من سباق الانتخابات بسبب بند ال8 سنوات.. وهو ما دفع مؤيدوه من أعضاء الجمعية العمومية للجوء للفيفا لعل يكون لديها حل في إعادة أبوريدة والذي يري مؤيدوه أنه الرجل الأنسب والأقدر علي إدارة منظومة الكرة المصرية في المرحلة القادمة بحكم خبراته الطويلة وكفاءته وموقعه الدولي كعضو بالمكتب التنفيذي للإتحادين الدولي والافريقي وكان من الطبيعي أن يشيد الجميع بقراره بقبول قرار لجنة الطعون بشجاعة والتأكيد علي عدم اللجوء للقضاء مفضلاً المصلحة العليا للكرة المصرية وعودة الاستقرار للعبة علي طموحه. ورغبته في أن يستمر خادماً في محرابها.. ولكن عندما نتحدث بالعقل والمنطق عن أزمة انتخابات الجبلاية سنجد أن أبناء الكرة المصرية والمرشحين المنافسين لأبوريدة هم وحدهم يتحملون مسئولية انفجار تلك الأزمة فكل منهم يحلم برئاسة الجبلاية ويري في نفسه أنه الأنسب في الوقت الذي يتمتع اتحاد الكرة باستقلالية تامة في إدارة شئونه لأن لديه لائحته الاساسية المعتمدة من الفيفا بما فيها لجنة الطعون المشكلة من قبل الجمعية العمومية صاحبة قرار استبعاد أبوريدة وبالتالي ليس لأي هيئة في مصر سلطانا علي الجبلاية أو حق التدخل في شئونه ومنها الانتخابات وما حدث علي أرض الواقع أن المنافسين لابوريدة وتحديدا المهندس إيهاب صالح واسامة خليل سعيا لازاحته من طريقهما باعتباره المرشح الأقوي والاقرب لاعتلاء قمة الجبلاية. وجاءتهما الفرصة علي طبق من ذهب ومن حيث لا يعلم احد ومن خارج اتحاد الكرة عندما صدر حكم قضائي من محكمة القضاء الإداري باستبعاد كل من ياسر ادريس وهشام حطب المرشحين لاتحاد السباحة والفروسية تطبيقا لبند ال8 سنوات دون النظر إلي أن أحد الدورتين بالتعيين والاخري بالانتخاب لأن هناك من هو متضرر من دخولهما الانتخابات وأن المعين له نفس حقوق العضو المنتخب داخل مجلس الإدارة من تصويت وسفر.. الخ.. وهنا قام إيهاب صالح بتسليم صورة الحكم للجنة الطعون بالاتحاد الكروي مطالبا بتطبيقه علي أبوريدة وبالفعل أصدرت اللجنة قرارها باستبعاده استناداً لهذا الحكم القضائي.. وهذا هو التسلسل في أحداث أزمة الجبلاية صراع بين مرشحين كل يستخدم حقه مثلما حدث في انتخابات اتحادي السباحة والفروسية وهذا ما حدث بالعقل والمنطق في أزمة الجبلاية. والمثير للدهشة أن جماهير التراس النادي الأهلي أعلنت رفضها دخول هاني أبوريدة وأحمد شوبير اتحاد الكرة وتلك قضية أخري. وإذا كان معلوماً أن هناك أزمة بين الالتراس وشوبير اعترضا علي اسلوبه كإعلامي في توجيه انتقادات لتصرفات الالتراس ولكن الشيء غير المفهوم ما هو السبب في احتجاجهم علي أبوريدة فالكل يعلم أن الرجل واجهة مشرفة للكرة المصرية وهو لم يسيء قط لأي فرد أو لجماهير الالتراس بل تربطه علاقات طيبة بالجماهير.. وليس منطقيا أن يعطي الالتراس أنفسهم الحق في تحديد من يخوض الانتخابات لأنها حق دستوري للجميع طالما تنطبق عليه الشروط القانونية للترشيح ولكن هذا السلوك ليس غريبا عليهم مثلما يطالبون النادي الأهلي بعدم اللعب محليا وعدم إقامة الدوري ولا أحد يدري من أعطاهم هذا الحق.. المهم جاء قرار أبوريدة ليريح منافسيه والالتراس ويعيد الهدوء للجبلاية ويمهد الطريق لإقامة الانتخابات في موعدها وانطلاق الدوري أيضا في موعده فكل التحية والتقدير لأبوريدة علي تلك التضحية من أجل الصالح العام.