أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن عقارًا مستخلصًا من الفطر المعروف باسم "عيش الغراب"، قد يعالج مرضى مصابين بدرجات من الاكتئاب الحاد استعصى علاجها. وحسب دراستهم المنشورة، اليوم الثلاثاء، في دورية "لانسيت للطب النفسي"، أوضح باحثون بكلية طب لندن إمبريال كولدج، أن مادة "السيلوسيبين" وهي مادة مخدرة في الفطر، ربما تكون ذات يوم علاجًا فعالاً لمرضى الاكتئاب الحاد. وأجرى فريق البحث دراسته على مجموعة محدودة من المرضي ضمت 12 شخصًا، لمدة 3 أشهر، وكان 9 منهم، في بداية التجربة، قد عانوا من حالات اكتئاب حادة وكان بعضهم يعاني من درجة متوسطة من الاكتئاب، بينما كان أحد المرضى يعاني من الاكتئاب منذ 30 عامًا. وجرب كل واحد من المرضى طريقتين، على الأقل، للعلاج لكنهما لم تكونا مجديتين، فيما جرب أحد المرضى 11 طريقة للعلاج. وفي الدراسة الحديثة، أعطى الباحثون المرضى جرعات ضئيلة من عقار "سلوسيبين" المستخلص من الفطر، وهو المادة الكيميائية المسببة للهلوسة في فطر عيش الغراب، لتجربة مدى سلامة استخدامه، ثم أعطوهم بعد ذلك جرعات كبيرة تعادل "الكثير من الفطر". ووجد الباحثون أن جميع المرضى الذين حصلوا على العقار، ظهر عليهم انخفاضًا في أعراض الاكتئاب لثلاثة أسابيع على الأقل، واستمر 7 منهم في الاستجابة بشكل إيجابي لمدة 3 شهور، بينما ظل 5 في حالة الأعراض الخفيفة بعد الأشهر الثلاثة. وقال الباحثون بقيادة روبن كارت هاريس بكلية طب لندن إمبريال كولدج، إن "استخدام عقار السيلوسيبين في حالة الاكتئاب المستعصي على العلاج، أظهرت أن المادة المخدرة آمنة وفعالة". وأضافوا: "نحن الآن نحتاج إلى إجراء المزيد من التجارب على نطاق أكبر لمعرفة ما إذا كانت النتائج التي شهدناها في تلك الدراسة يمكن أن تتحول إلى فوائد طويلة الأمد". ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 350 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب، وهو اضطراب ذهني شائع من أعراضه الحزن، واللامبالاة، والإرهاق، والشعور بالذنب، والتقدير المنخفض للذات، والنوم المتقطع، وفقدان الشهية، وقلة التركيز.