خطت "الجماعة الإسلامية" خطوة جديد فى إطار جهود "لم الشمل" بين قياداتها وأعضائها، بترتيب مصالحة داخلية بين أعضاء مجلس الشورى السابق بقيادة الشيخ كرم زهدى، الذين أطاحت بهم انتخابات مجلس الشورى الجديد، وبين أعضاء المجلس الحالى بقيادة د.عاصم دربالة. جاء ذلك فى إطار وساطة بدأها الدكتور محمد خيرى، عضو الجماعة والأستاذ بجامعة القاهرة، والشيخ محمد الصغير، عضو الهيئة البرلمانية لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة. وشهدت الإسكندرية لقاءً جمع كلاً من كرم زهدى والشيخ على الشريف من جانب، والدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس الشورى الحالى، والدكتور صفوت عبد الغنى، من جانب آخر، حاول خلاله الطرفان التوصل لتسوية الخلافات بينهم وتمهيد السبيل لإعادة "الطيور المهاجرة" من رموز الجماعة فى الخارج ولم شمل الجماعة. وقال الدكتور صفوت عبد الغنى، عضو مجلس شورى الجماعة الحالى، إن اللقاء كان وديا، وسيطرت عليه أجواء الألفة والمودة ولم الشمل، ورحب الطرفان خلاله بتوحيد صفوف الجماعة وردم الهوة داخلها وإزالة جميع الخلافات التى نتجت عن الانتخابات الداخلية الأخيرة. وكشف عن مشاورات مكثفة لتأمين دور سياسى ودعوى لأعضاء مجلس الشورى السابق، وفى مقدمتهم الشيخ كرم زهدى، فى ظل ما يتمتع به من تاريخ وثقل وحضور يصب فى مصلحة الجماعة ويخدم الدعوة الإسلامية، لافتا إلى أن دور الشيخ كرم سيكون سياسيا عاما ولن يكتسى بالطابع الحزبى "وهو أمر محل توافق من الجميع". وأشار إلى أن اجتماعا ثالثا ستشهده الإسكندرية الأسبوع القادم بين أعضاء مجلس الشورى القديم والجديد على هامش عقد قران كريمة الشيخ كرم زهدى، حيث سيسعى الطرفان لتدشين مصالحة شاملة بين جميع أطراف الجماعة وبدء عهد جديد من المصالحة وتوحيد الصفوف بشكل يصب فى الجماعة ودورها الدعوى والسياسى. من جانبه، أكد الشيخ كرم زهدى ترحيبه بجميع جهود المصالحة بين أبناء الجماعة، واصفا المشاورات التى دارت بالطيبة وتأتى فى إطار تنقية الخلافات "وهو أمر لا يمكن لأحد إلا أن يرحب به"، مشيرا إلى أن لقاءات أخرى ستعقد خلال المرحلة القادمة لإتمام هذه المصالحة. وقال إن أمورا كثيرة لم تحسم حتى الآن، معتبرا الحديث عن عودة وشيكة له إلى صفوف الجماعة الإسلامية أمر سابق لأوانه رغم الأجواء الودية التى تسود بين أبناء الجماعة حاليا. من جانبه، أكد الدكتور ناحج إبراهيم، القيادى بمجلس الشورى السابق، أنه لم يخطر باللقاء بين الشيخين زهدى ودربالة، واعتبر التباينات التى شهدتها الجماعة رسالة له بضرورة اعتزال العمل العام الرسمى والتفرغ للدور الدعوى، لاسيما وأن المناصب الرسمية تثقل كاهل الداعية وتضعف من قدرته على التحرك وتبنى مواقف قوية.