منذ بداية الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، على خلفية اقتحام الأمن لمقر النقابة مساء الأحد، للقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، وأصبحت النقابة قبلة لما يسمون ب "المواطنين الشرفاء" الذين يقفون أمام النقابة للتحرش بالصحفيين؛ حيث لا يكادون يفارقونها ليلاً ونهارًا لمواجهة كل صحفي يحاول أن يدخل نقابته. وشهد محيط نقابة الصحفيين بوسط القاهرة انتشار مجموعة من الأشخاص بينهم نساء لشتم أعضائها أو مرتاديها، حتى صار هؤلاء المواطنين "فلكلور" اعتاد الناس أن يروهم في كل مظاهرة أو مسيرة. مع بداية اعتصام الصحفيين، بدأ عدد من النساء في الهجوم عليهم بالسب والشتائم، بالإضافة إلى اتهامهم بالعمالة والسعي لتخريب الدولة قائلين: "عاوزين نربي ولادنا، الجيش والشرطة هما اللي حاميينكم، مالكم ومال الشعب؟ أكيد خايفين من دخول النقابة علشان مخبيين فيها سلاح". كما شهدت احتجاجات، أمس، عددًا من الاستفزازات اللفظية والحركات المسيئة، فضلاً عن حالات تحرش من جانب بلطجية مدعومين من قوات الأمن، محاولين استفزاز الصحفيين إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. وأيضًا قام البعض برفع الأحذية في وجوه الصحفيين على المتاريس التي وضعتها قوات الأمن في مدخل شارع عبدالخالق ثروت، ثم تطور الأمر إلى قيام إحدى السيدات بنوبة فواصل مطولة من السب والقذف بحق الصحفيين والصحفيات الذين كانوا ينتشرون في الشارع. وهتف البعض الآخر بصوت مرتفع ضد الصحفيين ونقابتهم، متهمين إياهم بأنهم مرتزقة يحصلون على تمويل من الخارج، إلى أن تطور الأمر إلى قيامهم برشق المتظاهرين بالطوب وهو ما التقطته الكاميرات. وتصاعدت حدة الغضب الصحفي، ونظم عشرات الصحفيين بشارع عبدالخالق ثروت بمنطقة وسط البلد، وقفة احتجاجية للتنديد باقتحام عناصر الشرطة والقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا. فيما أغلقت قوات الشرطة شارع شامبليون والمجاور لنقابة الصحفيين بالحواجز الحديدية، تحسبًا لخروج الصحفيين في أي تظاهر بعد دعوات التظاهر والاعتصام رفضًا لاقتحام مقر النقابة. وكان مئات الصحفيين، قد أعلنوا اعتصامهم على سلالم النقابة، اعتراضًا على اقتحامها من قبل قوات الأمن، وردد المعتصمون هتافات مناهضة لوزارة الداخلية، مطالبين بإقالة الوزير ومحاسبة المسئولين عن الاعتداء على الصحفيين في 25 أبريل الماضي.