اتضحت العلاقة المتوترة بين مصر رئيسة الدورة الماضية وتركيا رئيسة الدورة الحالية لقمة منظمة التعاون الإسلامى والمنعقدة حاليًا ب"إسطنبول" تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام" وذلك عن طريق خرق البروتوكول المعمول به من قبل الدولتين. بداية لم يحضر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى القمة، فى حين يتوجب حضوره لتسليم رئاسة المؤتمر إلى رئيس الدورة الحالية رجب طيب أردوغان، لكن الرئيس المصرى أوكل المهمة إلى وزير خارجيته سامح شكري. رجب طيب أردوغان الرئيس التركي رئيس الدورة الحالية، شكر رئاسة القمة السابقة دون ذكر اسم مصر! والحال أن مصر هى من كانت ترأس القمة السابقة. شكرى بدوره تجاهل تمامًا شكر الدولة المضيفة، وهى تركيا، بخلاف جميع الأعراف الدبلوماسية والسياسية، كما تجنب شكرى ذكر اسم تركيا فى كل خطابه، ما أثار الاستغراب. وتبدى الأجواء المشحونة بين الجانبين قدراً كبيراً من التوتر وتؤكد عدم وجود مصالحة بين البلدين، إذ لم يتم التقريب بين الرئيس أردوغان ووزير خارجية مصر شكري. كذلك كان البرود واضحاً من الجانب المصرى الذى يتزعمه سامح شكري، تجاه البلد المضيف تركيا، إذ تعمد شكرى أيضاً عدم ذكر تركيا ضمن اللجنة التى شكلت. حيث أعلن شكرى فلسطين وبوركينا فاسو نائباً للدورة الجديدة للقمة، ومصر مقرر اللجنة، دون ذكر الدولة المضيفة. وتجاهل سامح شكرى وزير الخارجية مصافحة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال تسليمه رئاسة مصر لمؤتمر قمة التعاون الإسلامى لتركيا. وأعلن وزير الخارجية المصرى تسليم الرئاسة لأنقرة، وقام بالابتعاد من على المنصة دون الانتظار لمجيء أردوغان لمصافحته لاستلام وتسلم الرئاسة. أيضاً فإن رئيس الوفد المصرى قدم الشكر إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، وشكر الدول الاسلامية، وهنا تجاهل أيضاً تقديم الشكر للدولة المضيفة تركيا أو يبارك لها باحتضان القمة. ووفقاً لمصادر تحدثت ل"الخليج أونلاين" فإن سامح شكرى لم يلق التحية على نظيره وزير الخارجية التركي. التجاهل المصرى التام للدولة المضيفة تركيا يعتبر مخالفة لكل البروتوكولات المعمول بها فى مثل هذه المناسبات، وهو ما كان واضحاً على كل الحضور من وزراء وقادة، وهم يتهامسون فى أثناء كلمة الوزير المصري، وبعد انتهائه من إلقائها. رئيس الوفد المصرى لم ينتظر طويلاً حتى انتهاء اجتماع اليوم الأول فى أقل تقدير، إذ فضل مغادرة إسطنبول راجعاً إلى بلاده عقب تسليم الدورة. ووفقاً للصحافة المصرية، صرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن سامح شكرى وزير الخارجية، "غادر مباشرة منصة الرئاسة وقاعة المؤتمر عائداً إلى القاهرة"، وذلك عقب إعلانه عن انتقال رئاسة الدورة الثالثة عشرة لقمة منظمة التعاون الإسلامى إلى تركيا. وكان شكرى وصل صباح اليوم الخميس إلى إسطنبول لرئاسة وفد مصر فى قمة المؤتمر الإسلامي، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث توجه فور الوصول إلى قاعة المؤتمر وترأس الجلسة الافتتاحية التى ألقى خلالها كلمة الرئيس.