كشفت صحيفة "ويست فرانس" عن ظهور ضحية جديدة للقاهرة ليكون خليفة للباحث الإيطالى جوليو ريجينى الذى وجهت كل أصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية فى مقتله عقب العثور على جثته على طريق الإسكندرية الصحراوى الشهر الماضى. وأضافت الصحيفة، فى تقرير لديها، أن إريك لانج "خليفة ريجينى" هو ضحية القاهرة الجديدة فعقب ثلاث سنوات من مقتله فى مركز للشرطة بالقاهرة، اتهمت والدة الفرنسى إريك لانج، وزارة الشئون الخارجية "كى دروسيه" بالتراخى فى هذه القضية، وذلك قبيل أيام من زيارة الرئيس فرانسوا أولاند لمصر. وبحسب صحيفة "ويست فرانس" فإن لانج يبلغ من العمر (49 عاما) وهو من مدينة نانت، كان يُدرس الفرنسية فى مصر، توفى 13 سبتمبر 2013، أثناء احتجازه فى مركز شرطة قصر النيل بالقاهرة، بعد إلقاء القبض عليه فى الشارع لعدم حيازته جواز سفر. وأشارت الصحيفة إلى أن الكشف عن واقعة لانج يأتى قبيل أيام من زيارة أولاند للقاهرة، حيث اتهمت والدة أريك وزارة الخارجية الفرنسية بعدم الدفاع عن ابنها وأنها ما زالت تماطل فى القضية. وقالت نيكول بروست، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحفى عقد فى مقر الجامعة الدولية لحقوق الإنسان (FIDH) بباريس "مع ابنتي، كنا نتدبر أمرنا بمفردنا" على الرغم من النداءات العديدة التى وجهناها لوزارة الخارجية. ووفقا لأجهزة الأمن المصرية، تعرض إريك لانج للضرب من قبل ستة سجناء، لكن عائلته تشكك فى هذا الأمر وتريد التحقيق فى مقتل ابنها والكشف عن الحقيقة. وأوضحت الصحيفة أن التحقيق فى جريمة قتل إريك تأخذ بعدا جديدا مع زيارة أولاند يوم الأحد، للحليف الاستراتيجي، الذى باع له مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما فى ذلك 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" واثنين من حاملة الطائرات "ميسترال" وفرقاطة "فريم" متعددة المهام. وأضافت الصحيفة بأن نظام الرئيس السيسى الذى أطاح فى يوليو 2013 بمحمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى البلاد، متهم من قبل المنظمات الإنسانية بارتكاب انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان وتعذيب ومجازر جماعية بحق المتظاهرين. ولفتت إلى أن إيطاليا سحبت مؤخرا سفيرها من مصر، احتجاجا على عدم إحراز القاهرة تقدم فى التحقيق حول جريمة مقتل الطالب جوليو ريجينى فى يناير الماضي، والذى تعرض للتعذيب حتى الموت. وقالت نيكول بروست إنه بعد إلقاء القبض على ابنها تم تبرئته من قبل قاضى مصري، لكنه ظل معتقلا لسبب غير معروف "كان بإمكان السفارة أن تفعل شيئا" كى تعيده إلى فرنسا، موجه للأخيرة الاتهام. ومن جانبه علق محامى العائلة، رافاييل كيمف قائلا: "بعد يوم من اعتقاله، قرر القاضى الإفراج عنه. لذلك وحتى وفاته، تم احتجازه تعسفًا". فيما أكد محامى العائلة: "نطالب السيد أولاندا أن يطرح هذه المسألة على القادة المصريين نريد التحقيق حول لماذا تم اعتقال إريك تعسفيا، ومن المسئول عن مقتله". وأوضحت الأم: "إريك اعتقل وعذب، قتل بدون سبب، فرنسا لم تساعده للخروج حيث كان يمكنها المطالبة بتسليمه"، وأضافت: "حتى عندما أعادوا لنا الجثة أخبرونا بأنها كانت مهمتنا نحن، ولم يكن من المفترض عليهم فعل ذلك". وتابعت: "قدمت شكوى ضد وزير الداخلية واثنين من مفوضى الشرطة لعدم مساعدة شخص محتجز فى الغربة. لكن ليس لدى أى أخبار" عن مصير الشكاوى. وردًا على سؤال لوكالة "فرانس برس"، أمس الأربعاء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "فرنسا تعبأ فى باريس كما هو الحال بالقاهرة، لتسليط الضوء على هذه المأساة"، وطالب "السلطات المصرية بضمان تقديم المسئولين عن مقتل إريك لانج إلى العدالة". وأضاف: "نحن على اتصال وثيق مع عائلة مواطننا، ونكرر تضامننا"، مشيرًا إلى أن القنصلية العامة لفرنسا فى القاهرة على اتصال دائم أيضا مع محامى العائلة.