استبعد قياديان بالمعارضة الإسلامية الموجود في تركيا، ما أثير عن مساعي للمصالحة بين الإخوان والنظام في مصر من جانب وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري، من جانب آخر، برعاية سعودية خلال قمة المؤتمر الإسلامي، المنعقده بعد يومين في اسطنبول. وتشهد العلاقات المصرية التركية، توترًا ملحوظًا منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق "محمد مرسي" من الحكم في 3 يوليو 2013، بلغ قمته في 24 نوفمبر 2013، عندما اتخذت مصر قرارا باعتبار السفير التركي "شخصًا غير مرغوب فيه"، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بالمثل. أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، قال إن المؤتمر الإسلامي المزمع انعقاده في تركيا، لا يدخل في إطار العلاقات المباشرة بين البلدين، مشيرًا إلى أن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، من الأوضاع في مصر، من الوضوح بحيث لا يدع ذلك مجالا للتوقع حول موقفهما. وبشأن ما أثير عن حديث متداول برعاية العاهل السعودي الملك سلمان، لمصالحة بين السيسي وأردوغان، دعا رامي، في تصريحات ل"المصريون"، إلى "عدم استباق الأحداث"، مشددًا أن "موقف أردوغان من الأوضاع في مصر والانقلاب موقف يجمع بين البراجماتية والمبدئية، فتركيا بل وأردوغان شخصيًا عانوا من الانقلابات"، بحسب قوله. بدوره، قال خالد الشريف، القيادي بالمجلس الثوري المصري، إنه "يقدر الدور التركي منذ انحيازه للإرادة الجماهيرية والرئيس المنتخب (في إشارة إلى مرسي)"، مضيفًا أن "موقف لم يتغير حتى الآن، بدليل رفض الرئيس التركي أردوغان استقبال السيسي في القمة الإسلامية". وذكر الشريف في تصريحات ل"المصريون"، أن "زيارة وفد وزارة الخارجية لتسليم القمة وحضورها أنقرة، أمر بروتوكولي، لن يغير من موقف تركيا حكومة وشعبا". وأشار الشريف إلى تصريحات المسئول التركي ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، التي قال فيها إن "الاعتراف بحكومة ونظام السيسي ستكون وصمة عار في جبين الأتراك"، لأنهم عانوا كثيرا من الانقلابات العسكرية وهم يبغضونها ويعرفون أنها تدمر حياة ونهضة الشعوب". وفي تصريحات صحفية، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن تكون زيارة ملك المملكة العربية السعودية إلى تركيا من أجل الوساطة بين مصر وتركيا. وفي رده على سؤال بشأن وجود ادعاءات بأن زيارة العاهل السعودي الملك "سلمان" إلى مصر، التي تواصلت لخمسة أيام، واليوم إلى تركيا، قد تكون من أجل الوساطة بين البلدين، فقد قال قالن: "زيارة الملك سلمان إلى تركيا عقب زيارة استمرت خمسة أيام لمصر غير متعلقة بهذا"، مبينًا أن الزيارة كانت مخططا لها مسبقًا، وجاءت تلبية لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
ووصل الملك سلمان إلى تركيا بعد خمسة أيام قضاها في مصر، تخللها توقيع اتفاقيات اقتصادية ودعم سعودي لمصر، قبل أن يتوجه منها إلى تركيا. واستكمل الشريف قوله "نثق في تركيا وتحركاتها، وموقفنا واضح من أي تحرك يسعي لحل سياسي عادل يجمع المصريين على كلمة سواء"، مطالبا القوى الإقليمية والدولية بالانحياز لمطالب الشعب المصري الذي يعاني الويلات من نظام السيسي، بحسب تعبيره. ورأى الشريف أن أي حل سياسي لن يكتب له النجاح إلا بإبعاد السيسي عن المشهد السياسي، لأنه "سبب الأزمة فضلا عن فشله وارتكابه جرائم ضد المصريين". وحول مساعي المصالحة بين المعارضة والإخوان من جانب والنظام في مصر من جانب آخر برعاية سعودية خلال قمة المؤتمر الإسلامي، أوضح الشريف "ربما يكون هناك مساع وتحركات لكن لم نر حتى الآن بوادر لعقد أي مصالحات أو تسوية سياسية، فمازال الانتقام هو سيد الموقف يمارسه السيسي ضد الإخوان والمصريين". واختتم بالقول "ستظل المبادرات نوع من العبث مادام هناك معتقلون ورئيس منتخب خلف جدران السجون وقمع وكبت للشعب، الحلول السياسية تقتضي إطلاق سراح المعتقلين وفتح نوافذ الحرية وهذا لم يحدث حتى الآن". وتعقد القمة الإسلامية المقبلة في إسطنبول برئاسة أردوغان بحكم إنه رئيس الدولة التي يعقد بها القمة، ليسلمها لرئيسها الحالي "مصر، وليس لرئيس الدولة"، كونه هو من عليه تولي رئاسة القمة بحكم دور مصر برئاسة القمة هذا العام.
وزار العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، مصر، لمدة 5 أيام، تبعها بزيارة من المنتظر أن تستمر ل 5 أيام أيضًا، وفق ما أعلنه الديوان الملكي السعودي في وقت سابق. وكشفت وسائل إعلام محلية ودولية غن أن وزير الخارجية سامح شكري سيقوم نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتسليم رئاسة القمة الإسلامية بتركيا، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقرر عقدها في 14 و15 من أبريل الجاري، وذلك بعد ترؤس مصر لها لمدة ثلاث سنوات. جدير بالذكر أن قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تبدأ غدا على مستوى وزراء الخارجية تعقد فى دورتها ال13 بمدينة إسطنبول وتحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام" وستبحث عدة قضايا من أبرزها: بحث الأوضاع الراهنة في كل من فلسطين وسوريا، اليمن، ليبيا، أفغانستان، الصومال، مالي، جامو وكشمير، البوسنة والهرسك، واعتداءات أرمينيا على أذربيجان، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات وأوضاع أمنية غير مستقرة".