يبدو أن مرحلة التصعيد الإيطالي بدأت سريعًا ضد الجانب المصري باستدعاء سفيرها، بعد يومين من الاجتماعات بين محققين إيطاليين ومصريين في مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر على جثته قرب القاهرة في فبراير الماضي. تصاعدت قصة الطالب الإيطالي المقتول في مصر جوليو ريجينى، نتيجة عدم اقتناع الجانب الإيطالي بتحقيقات التي أجراها الجانب المصري، وتسريب معلومات تفيد تورط جهات سيادية في الحادث. التحقيقات جاءت مخالفة لما أعلنه تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن الطالب تعرض لحادث تعذيب وصعق بالكهرباء في أماكن حساسة، ليلتهب الإعلام الإيطالي ويثير مشاعر الغضب لدى شعبه، الأمر الذي حذر منه محللون بأنه ينذر بتصعيد القضية. وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان لها إنها "استدعت السفير ماوريتسيو ماساري لإجراء تقييم عاجل للخطوات التي ينبغي القيام بها لاستجلاء الحقيقة بشأن القتل الوحشي لجوليو ريجيني". ورأى الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن "استدعاء إيطاليا للتشاور هي بداية للضغط على الجانب المصري من أجل كشف حقيقة تورط عدد كبير من المسئولين في مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجينى"، مضيفًا أن الفترة القادم سوف تشهد انخفاضًا في الحجم العلاقات بين الدولتين، لأن إيطاليا على اقتناع أن مصر مسئولين في جهات سيادية هم السبب وراء مقتل "ريجينى". وأضاف حسين في تصريح خاص ل"المصريون": "ليس من مصلحة مصر الرد بمثل بقيامها باستدعاء السفير المصري لدى إيطاليا لأن هذا سوف يصعد الأمر إلى أبعد مدى بين الجانبين، موضحًا يجب على مصر الالتزام بالصمت وعدم التصعيد في وسائل الإعلام لأن هذا يعطى الموضوع زيادة عن حجمه". وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن إيطاليا تصعد من قضية "ريجينى"، لأن مصر رفضت دخول قوات إيطاليا في الأراضي ليبيا، مشيرًا إلى أن هذا السبب الرئيسي من تضخيم قضية ريجينى وتصعيد ضد الدولة المصرية. واستبعد حسين قيام بعض الدول الأوروبي بسحب سفرها من مصر؛ لأن بعض الدول لديها مصالح اقتصادية وعسكرية مع مصر، وبالتالي ليس كل الدول سوف تأخذ نفس رد الفعل مثل إيطاليا. من جانبها، وصفت الدكتورة نهى بكر، أستاذة علوم سياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة علاقات خارجية، قيام إيطاليا باستدعاء سفيرها للتشاور بوضع كرة من الثلج في العلاقات المصرية الإيطالية والتي بدأت تتوتر في المرحلة الأخيرة، بسبب قضية "ريجينى"؛ لأن السلطات إيطالي غير مقتنع بالروايات التي في الوسائل الإعلام المصري. وأضافت نهي في تصريح خاص ل "المصريون"، أن استدعاء السفير جاء لحضور اجتماع اللجنة التحقيقات بشأن الحادث لأن السفير يعلم الكثير من الأمور في هذه القضية.