من الغرائب والعجائب ما يفعله فلول اللاعبين الذين بسطوا نفوذهم على الكثيرين وأصبحنا لا نرى كلمة واحدة بحقهم ولو على سبيل العتاب وأصبح هؤلاء محصنين إعلاميًا لدرجة مخيفة جعلت أحد مذيعى المباريات فى قناة حكومية للأسف يذكر اسم لاعب معين فى مباراة واحدة 13 ألف وستمائة وخمسين مرة، سواء لمس الكرة أو كان فى الطرف الآخر من الملعب عندما جاءت الكرة هدفًا!!.. والله هذا حصل.. كلما مرت الكرة على هذا اللاعب – فقط مرت – صرخ المذيع وكأنه فزع من مقامه ليتحدث عن مآثر النجم الفذ العبقرى وفى نهاية المطاف شوهد الاثنان فى مقهى بالمهندسين!!. وفى السياق، نجد أحمد حسن وهو واحد من أفضل من أعطى للكرة المصرية، قد تبغدد وتربع وأصبح قلبه أبيض مثل البفتة بعدما ظل طويلاً يعشق الأحمر ويقبل تراب الأهلى وقميص الأهلى.. وكله احتراف.. وهذا لا يضير، وليس هناك من يمنع.. فحسن معروف بذكائه المفرط وفى كيفية تسيير الأمور لصالحه، حتى لدرجة أن أحدًا لا يتحدث ولن يتحدث – إلا الحاقدون مثل العبدلله – عن ظاهرة غريبة ربما حدثت فقط مع اللاعب المقلب بالصقر. فأحمد حسن كان يشارك مع الأهلى بانتظام ويخرج عادة فى الدقيقة (67) من عمر المباريات سواء مع جوزيه أو من بعده حسام البدرى بعد رحيل المدرب البرتغالى.. وللصقر مشاهد كثيرة وهو مستبدل حيث يخرج ويركل ويضرب برجليه ما يأتى أمامه، أو على الأقل يتمتم ويتذمر من (استبداله) قبل نهاية اللقاء ب23. وبعد المباريات يبقى هناك من يتحدث ويطنطن – من الحبايب - كيف يتم استبدال حسن وهو يؤدى جيدًا، ثم يخرج هو بنفسه فى برامج معروفة ومشحونة مسبقة ليقول– والله هذا رأى الجماهير وأنا أحترم كذا وكذا – يعنى المهم كلام (تلقيح) على الجهاز الفنى للأهلى من بعيد لبعيد.. ومع انتقال الصقر الأبيض للزمالك حدث شىء غريب وهو أن المعلم حسن شحاتة أصبح يستعين به فى الدقيقة (67) من عمر كل مباراة!!. حيث يظل يجلس على دكة البدلاء فى هذا البرد القارس لأكثر من ساعة ونصف (باحتساب الاستراحة) ثم يستدعيه مدرب الزمالك فى الدقائق الأخيرة ليحل بديلاً.. ورغم خروجه من القائمة الأساسية، ورغم ضم الزمالك للاعب نور السيد (تقريبًا نفس دور أحمد حسن)، ومشاركة اللاعب القادم من الجونة مباشرة فى أول لقاء (أساسيا) أمام الاتحاد السكندرى، لا يسمع أحد لأحمد حسن همسًا.. فهو لاعب محترف (مع المعلم صديقه)، بل إنه فى هذه الحالة – التى لا يلعب فيها 23 دقيقة وفقد مكانته بالتشكيلة الأساسية للزمالك – تجده يحث زملاءه على الترابط والتوحد، وهذا شىء بالطبع جميل ومفيد.. لكن لو نظرنا لهذا المشهد والتباين الغريب فى المواقف من نفس اللاعب.. لن نجد إلا كلمة واحدة تقال.. وهة: "النفاق الكروة" المستشرى هذه الأيام.. خاصة بين "الفلول"!!..