انسحب عشرات من موظفي الأممالمتحدة من بعثة المنظمة في الصحراء الغربية، الأحد، بعدما طلب المغرب مغادرتهم على خلفية تصريحات للأمين العام، بان كي مون، اتهم فيها الرباط باحتلال المنطقة المتنازع عليها. وطلب المغرب من الأممالمتحدة، الأسبوع الماضي، سحب 84 موظفاً مدنياً في بعثة حفظ السلام الدولية في الصحراء الغربية، والمعروفة اختصاراً باسم "مينورسو". وأعلنت الرباط أن ذلك يأتي رداً على تصريحات "غير مقبولة" لبان كي مون. واتهم المغربُ الأمينَ العام للأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر بأنه لم يعد محايداً في الصراع على المنطقة، عندما استخدم مصطلح "الاحتلال" لوصف ضم المغرب للصحراء الغربية عام 1975، عندما سيطرت المملكة عليها بعد رحيل الاحتلال الإسباني. وأعلنت الأممالمتحدة أن أمامها ثلاثة أيام لسحب 84 موظفاً مدنياً من الصحراء الغربية. وتحولت الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها تصريحات بان كي مون إلى أسوأ خلاف بين المغرب والأممالمتحدة، منذ توسطها في اتفاق 1991 لوقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب في الصحراء الغربية وإرسالها هذه البعثة. وأفادت وكالة أنباء "المغرب العربي" الرسمية أن "عدداً كبيراً" من موظفي الأممالمتحدة غادروا مطار العيون، على متن طائرة تابعة للمنظمة الدولية ورحلات جوية تجارية، إلى مدينة لاس بالماس الإسبانية. وقال مصدر رسمي مغربي إن 73 من موظفي الأممالمتحدة غادروا، وإن عشرة سيغادرون خلال ساعات، لتبقى موظفة واحدة في الوقت الحالي "لأنها حامل". وتضم البعثة حالياً 242 عسكرياً و84 موظفاً مدنياً دولياً و157 موظفاً محلياً و12 متطوعاً. وأعلن المغرب إنه سيلغي مساهمته الطوعية التي يقدمها إلى البعثة، وتقدرها الأممالمتحدة بنحو ثلاثة ملايين دولار من إجمالي 53 مليون دولار تقريباً، تشكل تكاليف البعثة ويتم تمويلها بوسائل مختلفة. ولن يشمل خفض عدد أفراد البعثة العسكريين أو وحدات مراقبة وقف إطلاق النار أو رئيس البعثة. وفي وقت سابق هذا الشهر، زار بان كي مون مخيمات لاجئين من سكان الصحراء في جنوبالجزائر. ويقول سكان الإقليم إن المنطقة تخصهم، وخاضوا حرباً ضد المغرب حتى إعلان وقف إطلاق النار عام 1991. وتطالب جبهة "البوليساريو" باستفتاء حول استقلال المنطقة عن المغرب، لكن الرباط تقول إنها ستمنحها حكماً ذاتياً فقط.