رأى موقع "أصوات مصرية" التابع لوكالة "رويترز" أن وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، والمرشح لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، من أقل وزراء الخارجية في العقد الأخير إنجازات، والذي أهدرت الوزارة في عهده فرصًا لمصر، لوفقًا لما جاء في شهادته هو شخصيًا. وتحت عنوان "أبو الغيط.. دبلوماسي بلا إنجاز في مؤسسة بلا موقف"، بدأ "أصوات مصرية" تقريرها بمشهد اشتهر به وزير الخارجية الأسبق، في موقف أكثر من مخز، وهو ممسك بيد نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني بعد أن اختل توازنها عقب انتهاء مؤتمر جمعهما، في ديسمبر 2008، أعلنت فيه أن بلادها ستخوض حربا ضروسا على غزة، لتتحول الصورة الفوتوغرافية إلى "سقطة" لا تزال تطارد الرجل حتى الآن. وتعرض وزير الخارجية وقتها لانتقادات حادة في مصر والعالم العربي بعد أن ظل محتفظا بثباته وهدوء ملامحه في مؤتمر أعلنت فيه إسرائيل من قصر الاتحادية الاعتداء على قطاع غزة قبل يومين فقط من بدء حرب استمرت 23 يوما، وراح ضحيتها أكثر من 1450 شخصا وأصيب أكثر من 5450 آخرين. واستشهد التقرير بقول "أبوالغيط" في كتابه "شهادتي"، والذي يسرد فيه جانبا من تعقيدات السياسة الخارجية لمصر منذ عام 2004 وحتى أحداث يناير 2011، "يجب أن أعترف أنه كان هناك صعوبات، وكانت أدوات السياسة الخارجية المصرية كثيرا ما تتنازع مع بعضها البعض، ما أدى إلى إهدار فرص لمصر". وقال الموقع إن "أبوالغيط"، 74 عاما، سيظل وزير الخارجية المصري الذي خانه التوفيق في العديد من الأحداث، فهو صاحب العبارة الشهيرة عقب 25 يناير "إن مصر ليست تونس" واصفاً توقع انتقال أحداث تونس لمصر بأنه "كلام فارغ". فيما قال السفير عزت سعد، والذي زامل أبوالغيط لمدة عامين في سفارة مصر لدى موسكو، ل"أصوات مصرية"، إن "أبوالغيط أمام تحد حقيقي وصعب، وهو تحويل الجامعة العربية من كيان بلا روح إلى كيان حقيقي يخدم العرب ويحقق مصالحهم وينفذ طموحاتهم". كما سلط الموقع الضوء على أزمة مقتل السفير المصري في العراق إيهاب الشريف في يوليو 2005، أحد أكبر الأزمات التي واجهت أبو الغيط عقب عام واحد من توليه حقيبة وزارة الخارجية المصرية، حيث اتهمه معارضوه ب"الجهل" بسبب الدفع بالشريف إلى العراق رغم عمله الدبلوماسي السابق بإسرائيل والذي جعله هدفا للجماعات المسلحة هناك. وقُتل الشريف عقب أيام من اختطافه على يد أفراد من تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" والذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي، وقِيل في بيان أعلنه التنظيم آنذاك إن مقتل الشريف جاء بسبب عمله الدبلوماسي في إسرائيل، وذلك ضمن مقطع مصور ظهر فيه الشريف معصوب العينين.