"إن مبادئ الديمقراطية تحتم عليّ ألا أرفض الرئيس محمد مرسي حتى ولو لم أكن من معسكره، لأنه أصبح رئيسًا لكل المصريين".. هكذا صرح الفنان هشام عبدالحميد في أواخر عام 2012، بعد تولي الرئيس محمد مرسي حكم البلاد، رغم أنه لا ينكر ليبراليته. إذ قال إنه يؤمن بالديمقراطية إلى أبعد الحدود، ويؤيد معسكر الرئيس مرسي والإخوان الذين تحولوا إلى معسكر الديمقراطية. وعلى الرغم من أنه كان مؤيدي ثورة 25 يناير، إلا أنه لم يظهر علي برمج " التوك شو" أو علي برامج الفضائيات للحديث عنها ولم يخرجه عن هدوئه إلا في أحداث محمد محمود بعد وقوع مئات الضحايا. وكان تصريحه الوحيد عن ثورة يناير في نوفمبر 2011 عندما تساءل قائلاً: "كيف يتحول ميدان التحرير الذي شهد أعظم ثورة في التاريخ أطاحت بنظام فاسد إلى هذا المشهد"؟، مشددًا على ضرورة الخروج من الأزمة التي تتعرض لها البلاد، منتقدًا الممارسات القمعية في تلك الفترة، والتي أعادت البلاد إلى أيام حكم مبارك. لكنه سرعان ما ابتعد عن الظهور الإعلامي، واختار الصمت لفترة لم تستمر كثيرًا، انتهت بفيلم "لا للديكتاتورية" والذي قام بإخراجه في أوائل 2013، وكان يتحدث عن جميع الثورات في المنطقة العربية خاصة ثورة "25 يناير، راصداً جميع أنواع القهر والتعذيب والفقر والتضييق على الحريات، كما تطرق لنشوب الفتن الطائفية التي كادت تحدث في مصر حسب تصريحاته السابقة. وحصل عبدالحميد عن الفيلم على جائزة "إندي" للأفلام المستقلة من لوس أنجلوس، وشهادة تقدير من الكونجرس الأمريكي، والموقعة من عضو الكونجرس لوريتا سانشيز نيابة عن أعضاء الكونجرس،بصفته مخرج ومنتج وممثل للفيلم. وعاد عبدالحميد ليقترب من لهيب السياسة بعد فترة انقطع فيها عن التعليق على الأوضاع في البلاد، مع إعلانه مؤخرًا الانضمام إلى قناة "الشرق" المحسوبة على معسكر المعارضة. في الوقت الذي يقول فيه إنه ليس ضد 30يونيو، بل على العكس يراها ثورة شعب، وأنها امتداد لثورة 25 يناير، كما صرح بذلك للإعلامي وائل الإبراشي لبرنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم" تعليقًا على انضمامه للقناة التي تبث من تركيا. إذ أكد أن انضمامه لا يعني أنه ضد ثورة 30 يونيو، مضيفًا: "أنا أؤمن بها واحترمها لأنه إرادة شعب، وامتداد لثورة 25 يناير"، موضحًا أن "مصر منذ حكم الرئيس الراحل عبد الناصر وحتى الآن تدور في ظل حكم عسكري". وتابع عبدالحميد: "لا أستطيع الحكم ما إذا كانت الإخوان جماعة إرهابية أم لا؟ قبل 25 سنة كانوا يقولون على نيلسون مانديلا إرهابي ، والان يقال أنه أعظم مناضل"، واستدرك "احترم 30 يونيو لكني مؤمن بآليات الديمقراطية وكنت أتمنى أن يتم تغيير الرئيس الأسبق محمد مرسي عن طريق الصندوق وليس بتلك الطريقة". وهشام عبد الحميد من مواليد 3 أكتوبر1962 بالقاهرة، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية ثم عمل معيدا في قسم التمثيل ولم يستكمل العمل في سلك التدريس حيث تفرغ للسينما بعد أن اسند إليه حسام الدين مصطفى دور البطولة في فيلم "غرام الأفاعي" بعد أكثر من محاولة .