جاءت زيارة الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية لملاقاة الجالية المصرية هناك ضمن الحملة الانتخابية له، والتى جاءت بعد زيار مماثلة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسى المحتمل، والسفير عبدالله الأشعل لدبى ، انعكاسا لأهمية الكتلة التصويتية للمصريين بالخارج، قد تلعب دورًا في ترجيح كفة أحد المرشحين على آخر، بعد أن شارك المغتربون لأول مرة في الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، وذهبت أصوات الغالبية إلى الإسلاميين، وهو ما يطرح تساؤلا حول هل ستتوجه تلك الأصوات إلى الإسلاميين أيضًا في الرئاسة، وهل ستشهد الانتخابات الرئاسية؟. وقال الدكتور عمار على حسن، المحلل السياسي، إن زيارة الدكتور العوا ومعظم مرشحى الرئاسة للمصريين بالخارج ستجعل للجاليات المصرية مكانة، حيث كانوا يعانون كثيرًا في ظل النظام السابق من اضطهاد ومذلة وإدارة الدولة متجاهلة لهم تماما، وكأنها تضحى بهم. ورشح حسن أن تذهب أصوات المصريين بالخارج لمن يحتوى برنامجه الانتخابي على محور خاص بالجاليات المصرية بالخارج وكيف سيكون تعامله مع ملف الجاليات المصرية لمحاولة إعادة كرامة المصرى بالخارج. وأضاف أن رؤية المصريين بالخارج لمرشح الرئاسة تختلف عن عضو مجلس الشعب، حيث تشترك في اختياراته أحيانا العصبيات والوعود الشخصية، لكن مرشح الرئاسة لا يطرح وعودًا شخصية لكن برامج عامة وقوانين تحفظ لهم حقوقهم، فهم ينتظرون من ينظر إليهم ويضع برنامجًا لهم في المستقبل يسعى لتنفيذه. واستنكر حسن دعوات البعض باعتبار أن أصوات المصريين بالخارج لا تمثل فارقًا كبيرًا مع مرشحى الرئاسة فالكتلة التصويتة ستكون بالداخل، قائلا: إن الانتخابات المقبلة ستكون المنافسة فيها قوية للغاية نظرًا للشفافية والديمقراطية التى سوف تكون عليها، والفارق بين المرشحين لن يكون شاسعًا وهو ما يؤكد أن الصوت الواحد سوف يكون في غاية الأهمية، هذا فضلاً عن أن أعداد الجاليات المصرية غير قليلة وستكون مؤثرًا بحد كبير. وقال مختار نوح القيادى بحزب "النهضة"، إن تصويت المصريين بالخارج سوف يكون صورة طبق الأصل لانتخابات البرلمان، وذلك لأن التوجه العام للشعب المصري سواء داخليًا أم خارجيًا يجنح للفكرة الإسلامية، والدليل هو أن هناك من ينتخب أحزاب الإسلام السياسي وهو لا يعرف شيئًا عن مرشحيهم، بل لمجرد أنهم يعبرون عن الفكر، موضحًا أن البعض كان يردد بأن الإسلاميين بالداخل يؤثرون على الشعب ويستخدمون جهله في كسب أصواته لكن ما قالته نتيجة تصويت المصريين بالخارج أثبت أن الفكرة الإسلامية بشكل عام لها رصيد شعبي وافر. وأشار نوح إلى أن الانتخابات كانت مُعدة من جانب المجلس العسكرى لنجاح الإسلاميين، لكن الإسلاميين أساءوا استخدام هذا الحظ، بالتفكير الضيق، واستعجال النتائج. ورشح نوح أن تكون زيارة مرشحى الرئاسة للمصريين بالخارج بلا جدوى لأن أغلبية المصريين بالخارج متابع جيد لما يدور بالدخل ومطلع بشكل دورى على برامج كل المرشحين، هذا فضلا عن أنه يفاضل بين المناهج ثم يختار أحسنها، بمعنى أنه يفاضل بين المشاريع الإسلامية أم الليبرالية أم غيرهما ثم يختار أفضل ممثل للتيار الذي يراه الأفضل المرحلة الحالية. فيما رأى الدكتور عبدالله الأشعل المرشح المحتمل للرئاسة الذى توجه يوم الجمعة إلى دبي في زيارة تستغرق يومين لحضور عدد من المناقشات الثقافية والعلمية مع الجالية المصرية هناك، على أن تعقبها زيارة إلى السعودية يوم 18 فبراير وسوف تستغرق أسبوعًا أن فرص المرشحين الرئاسيين في نيل أصوات المصريين بالخارج المرشحين متساوية، وذلك بخلاف الانتخابات البرلمانية التي كانت لصالح الإسلاميين، لأن مواصفات الرئيس غير عضو مجلس الشعب. من جانبه قال الدكتور عبدالغفور شكر، القيادى اليسارى، إنه من المتوقع أن تتجه أصوات المصريين في دول الخليج إلى المرشحين ذوى التوجه الإسلامى، مثلما حدث من قبل في الانتخابات البرلمانية. وأضاف أنه رغم أن أصوات الجاليات المصرية لن يكون ذات تأثير كبير في الانتخابات الرئاسية، لكن يجب ألا يُهملوا ، لأنه لا مجال لإهمال أحد بعد ثورة يناير أيا كان حجمه على أرض الواقع، مشيدًا بزيارة العوا للسعودية والتى توقع أن تتكرر منه ومن باقى مرشحى الرئاسة إلى جميع بلدان العالم، واصفا إياها بأن مداها لن يتوقف على حد الجاليات فقط، لأن هذه الجاليات لها عائلات في مصر ويستطيعون التأثير عليهم.