نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير أمس تعليقات لعدد من الإسرائيليين، تضمنت "إساءات" للشعب المصري، وذلك على خلفية ضرب النائب المصري توفيق عكاشة ب"الحذاء"، بسبب لقائه السفير الإسرائيلي. وجاء في أحد التعليقات الإسرائيلية المسيئة " المصريون أغبياء، ولولا إسرائيل، لتعرضوا للجوع منذ فترة طويلة"، كما جاء في تعليق آخر " كيف يصل هذا العدد الكبير من السكان في مصر لهذا المستوى المتدني"، وقال ثالث:"المصريون متخلفون، يجب عليهم احترام الدول ومعاهدات السلام". وتابع رابع "هذا ليس سلاما، بل هدنة، لن يسلموا بوجودنا أبدا في المنطقة"، فيما قال خامس: "في بعض دول الخليج يحترمون إسرائيل أكثر". ولم يقتصر الأمر على ما سبق، بل طالبت تعليقات لإسرائيليين آخرين بإعادة احتلال سيناء. وكانت "يديعوت أحرونوت" استنكرت أيضًا في تقرير لها في 28 فبراير واقعة الاعتداء على النائب المصري توفيق عكاشة ب"الجزمة". وقالت الصحيفة إن عكاشة واجه عاصفة استياء في مصر، بسبب لقائه السفير الإسرائيلي. وتابعت:" النائب المصري اليساري كمال أحمد، ضرب عكاشة بالحذاء فور دخوله القاعة الرئيسة لمجلس النواب المصري، ردا على لقائه السفير الإسرائيلي". واستطردت الصحيفة الإسرائيلية، قائلة: "رغم أن مصر لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، إلا أن أية محاولات للتطبيع الشعبي مع تل أبيب، تواجه باستياء بالغ من قبل المصريين". وكان النائب المصري كمال أحمد فاجأ الجميع بضرب زميله النائب توفيق عكاشة بالحذاء فور دخوله القاعة الرئيسة لمجلس النواب خلال الجلسة العامة المنعقدة الأحد الموافق 28 فبراير، وذلك ردا على لقاء عكاشة السفير الإسرائيلى. وقال النائب كمال أحمد في أول تعليق له عقب طرده من الجلسة العامة إثر ضربه عكاشة بالحذاء: "ما قمت به هو رسالة الشعب المصري والشهداء المصريين وحق الشعب الفلسطينى ورموزنا مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذين يرفضون جميعا التطبيع مع إسرائيل". وتابع: "كل ما اشوف عكاشة هضربه بالجزمة"، وشدد أحمد في تصريحات لوسائل إعلام مصرية على أن ضرب عكاشة ب"الجزمة" كان أيضًا مطلب من 90 مليون مصري الرافض لعملية التطبيع، الذي قام به عكاشة بعد استقباله سفير إسرائيل في منزله. وفي تعليقه على إحالته إلى لجنة للتحقيق معه ومطالب عدد من النواب بإسقاط عضويته ، قال: "أهلا وسهلا.. ومرحبا.. وتسقط العضوية فأنا أدافع عن شرف الشعب المصري وأنا انتظر إسقاط عضويتى منذ عهد السادات بعد رفضى لمعاهدة العقم". وبدورها، قالت النائبة المصرية نشوى الديب أيضًا:"إن عكاشة يستحق ضربه بالأحذية والشباشب، بسبب خيانته بمقابلة سفير الكيان الصهيونى واستهانته بتاريخ مصر ورموزها وهجومه على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر". كما نقلت "اليوم السابع" عن النائب سليمان العميرى، قوله أيضًا:" إن توفيق عكاشة خان الشعب المصري كله لهذا فهو يستحق 60 جزمة وليس واحدة فقط". وكان عكاشة، التقى السفير الإسرائيلي في مصر حاييم كوريين الأربعاء الموافق 24 فبراير، ما أثار استياء واسعا في مصر. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن "اللقاء سبب عاصفة هوجاء في الشارع المصري"، ولفتت، إلى أنه "فى أعقاب اللقاء، طالب 100 برلمانى مصري بإجراء جلسة عاجلة لمناقشة الأمر". وتابعت أن عكاشة وكورين اتفقا على الاستمرار في عقد اللقاءات فيما بينهما، وأنهما تحدثا عن عدد من الأفكار لتطوير العلاقات التجارية والمشاريع الزراعية بين مصر وإسرائيل. وكان عكاشة، قال إنه لا يجد مشكلة في مقابلة سفير إسرائيل، وأضاف "اعترف بدولة إسرائيل، وجميع الاتفاقيات التي بيننا"، فيما وافق مجلس النواب على التحقيق معه بسبب استقباله في منزله السفير الإسرائيلي لدى مصر. وقال الدكتور محمود يزبك، استاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة حيفا داخل الخط الأخضر، إن توقيت استقبال النائب المصري توفيق عكاشة في بيته السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين، يعتبر خطيرا للغاية. وأضاف يزبك في تصريحات ل"الجزيرة" أن لقاء عكاشة والسفير الإسرائيلي جاء في وقت يشهد العالم مقاطعة قوية تجاه إسرائيل، خصوصا أوروبا، الأمر الذي تستثمره إسرائيل لتقول للعالم إنها مقبولة في المنطقة، وهو ما يعتبر أكبر مكسب عالمي لإسرائيل في هذا التوقيت. وتابع:" أهمية اللقاء في عين إسرائيل ليس في شخص توفيق عكاشة، بل في منصبه وبما يعنيه أنه يمثل شريحة مجتمعية داخل مصر، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا أيضًا استطاعت تل أبيب الحصول عليه". واستطرد يزبك: "ما يجري في مصر يلحق أكبر الضرر بآمال الشعب الفلسطيني الذي تعاضده حركة مقاطعة قوية في العالم، بينما يأتي تطبيع بعض المصريين ليضرب الجهود الدولية الضاغطة على إسرائيل". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت في وقت سابق أن دعوات المقاطعة الدولية لإسرائيل تتزايد يوما بعد يوم، وأن الضربة الأحدث في هذا الصدد جاءت من إيطاليا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 يناير الماضي أن 168 أكاديميا وباحثا من سبع جامعات إيطالية وقعوا بيانا طالبوا فيه بتجميد الاتفاقيات البحثية والعلمية مع معهد "التخنيون" وباقي الجامعات الإسرائيلية، لأنها تشارك في تطوير السلاح، الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي لقمع الشعب الفلسطيني، وفق ما جاء في نص البيان. ووقع على البيان، أكاديميون وباحثون من سبع جامعات في ميلانو وتورينو وكلياري وفيرنسا وروما وفروجيه. وأبدى الموقعون على البيان "قلقهم العميق من استمرار التعاون البحثي مع الجامعات الإسرائيلية المنخرطة في أنشطة بحثية عسكرية وتطوير للسلاح الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين، وتوفر المساعدة العسكرية للاحتلال الاستعماري ضد الفلسطينيين".