وصفت الإذاعة الألمانية، حادثة تعدي النائب كمال أحمد بالحذاء على زميله توفيق عكاشة أمس لحظة دخول الأخير البرلمان، بأنها تعبير عن حجم الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل. وتأتي الحادثة في وقت تخرج فيه مؤشرات تشير إلى تحسن مطرد في العلاقة بين القاهرة وتل أبيب. وذكرت الإذاعة في تقرير لها، اليوم الاثنين، على موقعها الإلكتروني، أنَّه بالرغم من أن مصر تمتلك علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، لكن التعامل المباشر مع الكيان الصهيوني ما زال ينظر إليه على أنه من المحاذير في البلد الواقع شمالي إفريقيا. واستضاف عكاشة، المذيع التليفزيوني الشهير، السفير الإسرائيلي في منزله بمحافظة الدقهلية، حيث ناقش معه السياسة المصرية والإسرائيلية. وتناول التقرير واقعة الاعتداء على عكاشة بالتفصيل، وقالت إنه فور دخوله قاعة المجلس الرئيسية، انهال النائب كمال أحمد بالحذاء على رأس عكاشة، ونشب بينهما شجار عنيف، تدخل عدد من النواب لفضه، ما اضطر رئيس البرلمان علي عبد العال لطرد النائبين، قبل تعليق الجلسة. وتابع: ”حتى قبل بدء الجلسة تقرر مثول عكاشة أمام لجنة تحقيق للقائه السفير الإسرائيلي. وتوجه أكثر من 100 نائب خلال الأيام الماضية لرئيس البرلمان المصري بطلب للتحقيق في ذلك اللقاء، وطالبوا بإلغاء عضوية عكاشة في البرلمان". اللقاء بين البرلماني المصري والسفير أجري الأربعاء الماضي، بعد أن توجه عكاشة بدعوة "كورين" على العشاء عبر شاشة قناته "الفراعين". وذكرت تقارير إعلامية محلية أن الجانبين ناقشا تفاصيل تتعلق بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، والذي تخشى مصر أن يؤدي إلى خفض حصة مصر من مياه نهر النيل. وفي هذا الصدد، أوضح عكاشة أن إسرائيل "لها دور أساسي في قضية السد" على الرغم من أن العديد من المصريين يعتقدون أن إسرائيل تساند أديس أبابا في تنفيذ هذا المشروع للإضرار بالمصالح المصرية. في غضون ذلك، دافع النائب كمال أحمد عن فعلته ضد عكاشة، قائلا إنه "يعبر عن رأي الشعب المصري". وتابع: "هذا الحذاء ليس موجها فقط لوجه ورأس توفيق عكاشة ولكنه أيضا إلى الكنيست والكيان الصهيوني". وبالرغم من أن مصر أصبحت أول بلد عربي يوقع على معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1979، فإن العلاقات بين الجانبين ظلت باردة على المستوى الرسمي بسبب السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.