قال الدكتور محمود يزبك, أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة حيفا داخل الخط الأخضر, إن توقيت استقبال النائب المصري توفيق عكاشة في بيته السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين, يعتبر خطيرا للغاية. وأضاف يزبك في تصريحات ل"الجزيرة" أن لقاء عكاشة والسفير الإسرائيلي جاء في وقت يشهد العالم مقاطعة قوية تجاه إسرائيل، خصوصا أوروبا، الأمر الذي تستثمره إسرائيل لتقول للعالم إنها مقبولة في المنطقة, وهو ما يعتبر أكبر مكسب عالمي لإسرائيل في هذا التوقيت. وتابع " أهمية اللقاء في عين إسرائيل ليس في شخص توفيق عكاشة، بل في منصبه وبما يعنيه أنه يمثل شريحة مجتمعية داخل مصر، وهذا يعتبر إنجازا كبيرا أيضا استطاعت تل أبيب الحصول عليه فيما يتعلق بخططها للتطبيع على المستوى الشعبي, وليس الرسمي فقط ". واستطرد يزبك, قائلا :"ما يجري في مصر يلحق أكبر الضرر بآمال الشعب الفلسطيني الذي تعاضده حركة مقاطعة قوية في العالم، بينما يأتي تطبيع بعض المصريين ليضرب الجهود الدولية الضاغطة على إسرائيل". وكان النائب المصري توفيق عكاشة، التقى السفير الإسرائيلي في مصر حاييم كوريين الأربعاء الموافق 24 يونيو, ما أثار استياء واسعا في مصر. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن "اللقاء سبب عاصفة هوجاء فى الشارع المصري", ولفتت، إلى أنه "فى أعقاب اللقاء, طالب 100 برلمانى مصرى بإجراء جلسة عاجلة لمناقشة الأمر". وتابعت أن عكاشة وكورين اتفقا على الاستمرار فى عقد اللقاءات فيما بينهما، وأنهما تحدثا عن عدد من الأفكار لتطوير العلاقات التجارية والمشاريع الزراعية بين مصر وإسرائيل. وكان عكاشة, قال إنه لا يجد مشكلة في مقابلة سفير إسرائيل، وأضاف "أعترف بدولة إسرائيل، وجميع الاتفاقيات التي بيننا". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت في وقت سابق أن دعوات المقاطعة الدولية لإسرائيل تتزايد يوما بعد يوم, وأن الضربة الأحدث في هذا الصدد جاءت من إيطاليا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 يناير الماضي أن 168 أكاديميا وباحثا من سبع جامعات إيطالية وقعوا بيانا طالبوا فيه بتجميد الاتفاقيات البحثية والعلمية مع معهد "التخنيون" وباقي الجامعات الإسرائيلية، لأنها تشارك في تطوير السلاح, الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي لقمع الشعب الفلسطيني، وفق ما جاء في نص البيان. ووقع على البيان, أكاديميون وباحثون من سبع جامعات في ميلانو وتورينو وكلياري وفيرنسا وروما وفروجيه. وأبدى الموقعون على البيان "قلقهم العميق من استمرار التعاون البحثي مع الجامعات الإسرائيلية المنخرطة في أنشطة بحثية عسكرية وتطوير للسلاح الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين، وتوفر المساعدة العسكرية للاحتلال الاستعماري ضد الفلسطينيين". وأشاورا إلى أن معهد "التخنيون" متورط أكثر من باقي الجامعات الإسرائيلية في منظومة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ويقوم بإعداد أبحاث تكنولوجية لتطوير أسلحة الجيش الإسرائيلي التي يستخدمها لقمع ومهاجمة الفلسطينيين, ومنها تطوير مشروع البلدوزر المعروف باسم "D9"، الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لهدم منازل الفلسطينيين، وكشف الأنفاق, فضلا عن توفير المعدات اللازمة ل"جدار الفصل العنصري" المقام في الضفة الغربية. وكانت "يديعوت أحرونوت" كشفت أيضا في تقرير لها في 25 يناير أن حركة المقاطعة العالمية ضد إسرائيل "بي دي أس" تكتسب المزيد من الزخم في أوروبا، ما يزعج حكومة بنيامين نتنياهو بشدة. وأضافت الصحيفة في تقريرها أن وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت أكد في تقرير قدمه لحكومة نتنياهو تزايد الكره لإسرائيل في المجتمعات الأوروبية. وتابعت أن التقرير, الذي قدمه بينيت, أشار إلى أن "أكثر من 40% من مواطني الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن إسرائيل تقوم بشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين، وتتصرف كالعهد النازي". كما تحدث التقرير عن تزايد الهجمات المعادية لليهود في القارة الأوروبية, منتقدا عدم قيام الحكومات الأوروبية بما يكفي لمنعها. وكانت "يديعوت أحرونوت" كشفت كذلك في 27 أكتوبر الماضي أن 343 أكاديميا بريطانيا قرروا مقاطعة الجامعات الإسرائيلية، لأنها تشارك في العمليات ضد الفلسطينيين المخالفة للقانون الدولي، وتدعم الاحتلال. ونقلت الصحيفة عريضة نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، يتعهد فيها الموقعون من 72 مؤسسة ثقافية وتعليمية، بينها جامعتا "أكسفورد" و"كامبريدج"، بعدم التعاون في مجالات علمية وبحثية مع نظرائهم الإسرائيليين. وتتهم العريضة معهد "التخنيون" في حيفا بابتكار وسائل تكنولوجية لمساعدة جيش الاحتلال في قمع الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن جين هاردي -البروفيسورة البريطانية ومن الموقعين على العريضة- قولها إن هذه فرصة مناسبة لانضمام النخب الأكاديمية البريطانية للمجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل، لأنها مسؤولة عن اندلاع أعمال عنف في الأراضي الفلسطينية، وانتهاك حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن إسرائيل تمنع الأكاديميين والطلبة الفلسطينيين من المشاركة في فعاليات أكاديمية حول العالم. وأشارت "يديعوت أحرونوت" أيضا إلى أن حزب الخضر المعارض في أيسلندا طالب حكومته بقطع العلاقات مع إسرائيل وفرض مقاطعة كاملة على بضائعها، متهما إسرائيل بقتل الشعب الفلسطيني، وهي جريمة لن تمر دون عقاب، وفق الحزب. كما كشفت "يديعوت أحرونوت" كذلك في نوفمبر الماضي أن لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية أرسلت خطابا لرئاسة لجنة العلماء الأنثروبولوجيين الأمريكيين التي قررت مؤخرا التصويت لصالح مقاطعة الجامعات الإسرائيلية. ووفق الصحيفة، فإن هذا الخطاب اتهم من يدعو لمقاطعة إسرائيل بأنه يدعو للعنصرية والكراهية داخل الحياة الأكاديمية الإسرائيلية. وحسب "الجزيرة", عقدت جمعية العلماء الأنثروبولوجيين الأمريكيين أواخر العام الماضي مؤتمرا بولاية كولورادو، أقرت فيه طلب منظمات فلسطينية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية بحضور 1300 عالم، منهم ثلاثون إسرائيليا, لم ينجحوا في منع صدور القرار. وصوت حينها 12 ألفا من أعضاء الرابطة الأنثروبولوجية الأمريكية لصالح القرار السابق، وبذلك تكون المنظمة الأكبر التي توصي بفرض المقاطعة الأكاديمية على إسرائيل. وحسب "يديعوت أحرونوت", أشاع التطور السابق مخاوف بين رؤساء سبع جامعات إسرائيلية عبروا عن خشيتهم من نتائج صعبة على جهود البحث العلمي في إسرائيل.