لم يكن إعلان وفاة الطالب الإيطالي جيوليو ريجيني (28 عاما)، اليوم الخميس، بالقاهرة في ظروف غامضة، هي الحالة الأولى، لكنها سبقها عدة حوادث بازرة أثارت رأيًا عامًا ملفتًا خلال الأشهر السبعة الأخيرة، وفق رصد مراسل الأناضول. ومنذ يوليو 2015 حيث كان انفجار طال القنصلية الأيطالية، حتى 4 فبراير الجاري، نحو 7 أشهر شهدت قتل 234 سائحًا غربيًا. وبحسب رصد الأناضول ، كانت وقائع الحوادث وفق ترتيب زمني كالتالي: 1- مواطن كرواتي في أغسطس/آب الماضي، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" عن أول ظهور له في الصحراء الغربية المصرية، عندما أسر رهينةً كرواتياً، يعمل مهندساً في شركة أجنبية. وفي 5 أغسطس/آب، قال الرهينة "توميسلاف سلوبك" في رسالة قرأها باللغة الإنجليزية حملت عنوان "رسالة إلى الحكومة المصرية" إن "ولاية سيناء" أسروه يوم الأربعاء 22 يوليو/تموز 2015، مقابل مبادلته بجميع الأسيرات المسلمات داخل السجون المصرية، في مهلة أقصاها 48 ساعة، لكن تباطؤ التعامل مع الموقف، ومع انتهاء المهلة بثّ التنظيم عبر "تويتر"، صوراً أظهرت رأس الرهينة مقطوعة وموضوعة على جسد ملقى في الصحراء وخلفه راية سوداء تشبه تلك التي يرفعها تنظيم "داعش"، وهي أول مرة يُقتل فيها رهينة أجنبي على يد تنظيم مسلح في مصر. 2- مقتل 8 وإصابة 6 سيّاح مكسيكيين استهدفت قوات الأمن المصرية "عن طريق الخطأ" فوجاً سياحياً مكسيكياً، في سبتمبر/أيلول الماضي، أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 10 آخرين بجروح، على إثره أدانت السلطات المكسيكية الحادث، وطالبت بتحقيق وافٍ في مقتل مواطنيها الذين كانوا في رحلةٍ بمنطقة الواحات غربي مصر، وبينما قدَّمت السلطات المصرية اعتذاراً لحكومة المكسيك عن الواقعة، ما تزال التحقيقات جارية حتى الآن. وكشفت وزيرة خارجية المكسيك وقتها أن ضحايا الحادث هم ثمانية مكسيكيين، لقوا حتفهم، إلى جانب ستة مصابين بجروح، واصفة الحادث ب"المأساوي والمحزن". وصحراء مصر الغربية، هي أحد المواقع السياحية المرغوبة من هواة رحلات السفاري، وفي الوقت نفسه أحد معاقل مجموعاتٍ مسلحةً متطرفة، بينها الفرع المصري لتنظيم داعش، الذي ينفذ بشكلٍ متواصلٍ، هجماتٍ دامية تستهدف قوات الأمن والجيش في مصر. 3- 224 روسيًا تحطمت طائرة ركاب روسية نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، قرب مدينة العريش شمال سيناء، وعلى متنها 217 راكباً، إضافة إلى 7 يشكلون طاقمها الفني، لقوا مصرعهم جميعاً. وفيما تبنى تنظيم داعش تفجير الطائرة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أن سقوط الطائرة، نجم عن انفجار قنبلة زُرعت فيها، وهي الرواية التي تنفيها السلطات المصرية وتطالب بانتظار التحقيقيات الجارية.
4- طالب إيطالي قال مصدر أمني، اليوم الخميس، 4 فبراير/شباط الماضي إن السلطات المصرية عثرت علي جثة الشاب الإيطالي، جوليو ريحيني (28 عاما) الذي اختفى بشكل غامض مساء 25 يناير/ كانون ثاني الماضي وسط العاصمة، بأحد الطرق الصحراوية غربي القاهرة. 5- تفجير قنصلية إيطاليا تعرضت قنصلية إيطاليا لتفجير في يوليو/ تموز2015 هو الأول من نوعه الذي يطال بعثة دبلوماسية أجنبية في مصر، منذ الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً، في 3 يوليو/تموز 2013، عندما فجّرت جماعة "ولاية سيناء"، بحسب بيان لها، مبنى القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة أسفر عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين ليس من بنيهم غربيين.
وبلغ العدد الإجمالي للسائحين الوافدين إلى مصر نحو 6.6 مليون سائح، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2015 (أحدث بيانات متوفرة)، مقابل نحو 6.3 مليون سائح في نفس الفترة من العام 2014، وفقا لبيانات وزارة السياحة وتضررت مصر من تلك العمليات، وقالت تقارير حكومية ومحلية أن هناك خسائر كبيرة في مجال السياحة، وكان أبرزها تقدير وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، في تصريحات صحفية سابقة، خسائر قطاع السياحة في بلاده بعد حادث سقوط الطائرة الروسية نهاية العام الماضي، بنحو 2.2 مليار جنيه شهرياً (280 مليون دولار)، وتشمل الخسائر المباشرة وغير المباشرة للقطاع، إضافة لانخفاض نسبة إشغال الفنادق بنسب تتراوح بين 30% إلى 70% جراء الحادث. وتنشط عدة تنظيمات إرهابية في مصر أبرزها "أنصار بيت المقدس"، والذي أعلن في نوفمبر/تشرين ثاني 2014، مبايعة أمير تنظيم "داعش"، أبي بكر البغدادي، وغير اسمه لاحقًا إلى "ولاية سيناء".