انشقاقات داخل الحزب.. وقيادي: لم تصلنا استقالات رسمية كما ظهر بشكل مفاجئ يبدو أنه سيختفي وبنفس السرعة، فحزب "مستقبل وطن" الذي سطع نجمه فجأة في الانتخابات البرلمانية الماضية وحصل على 53 مقعدًا، على وشك التفكك والاندثار بعدما مزقته الانشقاقات الداخلية. اُعتبر مستقبل الوطن "الحصان الأسود" في الانتخابات البرلمانية، وتلقى رئيسه محمد بدران (24 عامًا)، دعمًا كبيرًا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى وصفه كثيرون بأنه "ابن السيسي"، نظرًا لعلاقته القوية بدوائر صنع القرار السياسي وتمكنه من اقتناص 53 مقعدًا في البرلمان خلال أول مشاركة سياسية للحزب. وشهد الحزب مؤخرًا انشقاقات بالجملة بين أعضائه، نتيجة سيطرة أعضاء الحزب "الوطني" المنحل على مقاليد الأمور فيه وإقصائهم للعناصر الشبابية، ما أدى إلى أن تقدمت أمانات بكاملها بالاستقالة الجماعية، الأمر الذي يُثير تساؤلات حول مصيره، خاصة بعد رحيل رئيسه محمد بدران بشكل مفاجئ ورغبته في إكمال دراسته بالخارج. وقال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، إن "الحزب يقف وراءه عدد من المسئولين في الدولة، وعليهم الآن أن يلملموا شمله، وإلا فإن تمزق الحزب يعني أنه تم بالاتفاق التام بين السلطة وبين الحزب نفسه". وأضاف الزنط ل"المصريون": "عدد كبير من أعضاء الحزب الوطني اخترقوا الحزب كعادتهم "السطو على جميع المكتسبات"، وخصوصًا بعدما حقق الحزب نجاحًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية السابقة"، موضحًا: "سطوع الحزب بهذا الشكل لم يكن مفاجئًا وخصوصًا أن وراءه رجلاً كبيرًا في النظام الحالي". ورأى أن "مشكلة حزب مستقبل وطن كبقية الأحزاب السياسية الأخرى هو أنها لاتقوم مطلقًا على الإيمان بفكر معين أو اتجاه سياسي محدد بل تقوم لدعم بعض الأفراد أو مدعومة من بعض الأفراد لخدمة أهداف وتوجهات وبمجرد تحقيقها، فإن الحزب يختفي. وطالب الزنط، الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل العاجل لحل أزمة الحزب الذي يُمثل الظهير الشبابي في البرلمان، كما فعل مع الوفد، مشيرًا إلى أن هناك انتخابات محليات قادمة ويجب أن تكون الأحزاب المصرية بصحتها لكي تنافس. وضربت الاستقالات الجماعية الحزب، إذ تقدمت أمانة السويس باستقالة جماعية تبعتها استقالة أمانة محافظة الإسماعيلية، وذلك عقب الإعلان عن سفر رئيس الحزب، محمد بدران لاستكمال تعليمه بالخارج. وفي بيان رسمي، أعلنت أمانة حزب "مستقبل وطن" بالتل الكبير بالإسماعيلية، تقدم أعضائها باستقالة جماعية من الحزب، احتجاجًا على ما أسموه بتغيير مبادئ الحزب، لتكون بذلك الاستقالة الثانية بعد تقديم استقالات جماعية بأمانة السويس بلغ عدد الموقعين عليها قرابة 300 عضو بالحزب. وأوضح أعضاء مستقبل وطن "المستقيلون"، أنهم تقدموا بمذكرة للحزب بالأخطاء وطالبوا بمحاسبة المقصرين أيًا كانت مواقعهم أو مناصبهم، مؤكدين أنه لم يتم البت في شكواهم أو مراجعة الأخطاء أو التحقيق أو النظر في الأمر وبناءً عليه تقدموا باستقالتهم للأمين العام للحزب، المهندس أشرف رشاد. وقال سيد نور، عضو الهيئة العليا للحزب، إنه "لا توجد أي استقالات جماعية رسمية داخل الحزب حتى الآن"، مضيفًا: "المعلن هو بيانات فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن الأمانة العامة للحزب لم تصلها أي استقالة حتى الآن". وأوضح نور ل"المصريون"، أن "أعضاء الحزب الوطني مثلهم مثل أي مواطن عادي يُمكنه الانضمام إلى الحزب طالما لم يرتكب جرمًا قانونيًا، مناشدًا أعضاء الحزب "المستقلين" بتقديم استقالة مسببة لرئاسة الحزب حتى يتم التحقيق فيها". وأشار عضو الهيئة العليا للحزب، إلى أن رئيس الحزب مشغول حاليًا بمنحة دراسية مقدمة إليه. ولم يُعلن بدران عن المنحة التعليمة إلا مؤخرًا، غير أن مصادر بالحزب أكدت أنه تلقاها قبل خوض الانتخابات البرلمانية، وهو ما يطرح تساؤلاً مثيرًا عن توقيت الإعلان عنها، وتوقيت مغادرته لمصر، وتركه منصبه. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "مشكلة الأحزاب المصرية والجماعات بصفة عامة أنها تنطلق من منطلق حماسي دون الاعتماد على منهج فكري محدد، ولذلك فإن اختفاءها السياسي يكون أسرع بكثير من إيقاع عملها". وأضاف: "مستقبل وطن حقق نجاحًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية السابقة، وبالتالي فإن استمراره في الحياة السياسية ضرورة"، مطالبًا بضرورة التدخل لاحتواء أزماته الداخلية، مستبعدًا أن يكون هناك تدخل من السلطة لإحداث تفكك وخلخلة في الحزب. ويبقي السؤال، هل يختفي مستقبل وطن سياسيًا خلال الفترة القادمة وخصوصًا أن ظهوره كان بشكل سريع وغير مفاجئ مدعومًا برجال السلطة الحالية، التي كان مؤسس مستقبل وطن "محمد بدران" أحد أعضائها يومًا، وهل يتدخل الرئيس السيسي لإنقاذ "مستقبل وطن" ومؤسسه من التمزق؟!.