ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن الغارات الجوية الروسية تسببت في مقتل مئات المدنيين السوريين, على عكس مزاعم موسكو حول استهدافها لتنظيم الدولة "داعش". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 23 يناير أن تقارير حقوقية تحدثت عن سقوط أكثر من ألف قتيل بين المدنيين السوريين في الأسابيع الأخيرة, بسبب الغارات الروسية. وتابعت " الغارات الجوية الروسية قتلت من المدنيين السوريين في أسابيع أضعاف ما سقط في صفوف داعش في سوريا والعراق على يد التحالف الدولي في أشهر, رغم مزاعم موسكو بأن تدخلها العسكري يهدف إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة". ونقلت "الديلي تليجراف" عن منظمة العفو الدولية قولها في ديسمبر الماضي إن روسيا استهدفت مباشرة المدنيين في مناطق المعارضة السورية, إلا أنها قامت بمحو الأدلة, حتى لا تُتهم بارتكاب جرائم حرب. واستطردت الصحيفة " مع أن المكاسب على الأرض بقيت محدودة، فإن روسيا حققت هدفها الأساسي, المتمثل في تحصين المناطق الشمالية الغربية من سوريا الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد من تقدم فصائل المعارضة السورية المسلحة". وكانت طائرات روسية شنت في 23 يناير غارات جديدة على مدينة الرقة (شمالي سوريا)، أسفرت عن مقتل 27 شخصا، بينما قتل نحو ثلاثين آخرين بريف دير الزور الشرقي جراء غارات روسية كذلك. وحسب "الجزيرة", فإن القصف الروسي شمل أحياء المشلب وسيف الدولة والثكنة بمدينة الرقة, فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن من بين القتلى 13 طفلا، بينما أصيب العشرات بجروح. وتخضع مدينة الرقة لسيطرة تنظيم الدولة الذي يتخذ منها مقرا لقيادة عملياته، وتتعرض المدينة لقصف دوري مُركّز من قبل طائرات التحالف الدولي، ومن الطائرات الحربية الروسية. كما قتل أكثر من ثلاثين شخصا -بينهم أطفال ونساء- في غارات روسية كثيفة على ريف دير الزور الشرقي، استهدفت بلدتي طابية جزيرة، والبوليل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. وتشهد محافظة دير الزور (شرقي سوريا) غارات روسية منذ نحو أسبوع، بعد سيطرة التنظيم على عدد من المواقع في المدخل الغربي للمدينة إثر هجوم كبير شنه عليها السبت الموافق 16 يناير، مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 439 شخصا -على الأقل- قتلوا في دير الزور منذ السبت 16 يناير في المعارك وضربات الطيران الروسي, وإعدامات نفذتها عناصر تنظيم الدولة بحق موالين لنظام الاأد. وفي إدلب في شمال غربي سوريا, قتلت عائلة من سبعة أشخاص بالكامل، بينما جُرح 12 آخرون، جراء قصفٍ روسي الجمعة على مدينة سرمدا الحدودية. وأفاد شهود عيان ل"الجزيرة", أن أربع غارات شنتها مقاتلات روسية استهدفت الأحياء السكنية في المدينة. وأضافت المصادر أن القصف تسبب في دمار منزل العائلة, التي قتل أفرادها، إلى جانب دمار جزئي ببعض المنازل الأخرى المجاورة.