قالت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" إن المؤشرات تظهر أن السلطات المصرية تشعر بقلق بالغ من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 , حسب تعبيرها. وأضافت "دويتشه فيله" في تقرير نشرته بموقعها الإلكتروني في 18 يناير, أنه رغم التقارير التي تفيد بوجود نحو 40 ألف معتقل بالسجون, فإن مصر شهدت في الأسابيع الأخيرة حملة اعتقالات واسعة ضد المعارضين, والمدونين, بالإضافة إلى مداهمة مؤسسات ثقافية. وتابعت "وجود غالبية النشطاء بالسجون، من شأنه أن يقلل فرص الحركات المعارضة في الحشد لإحياء الذكرى الخامسة لثورة يناير , ورغم ذلك, تم إلقاء القبض على عدد من أعضاء حركة ( 6 إبريل), ونشطاء آخرين, كإجراء احترازي قبل هذه الذكرى". واستطردت " تم أيضا مداهمة معرض ( تاون هاوس جاليري) , وهو من المؤسسات الفنية والثقافية, بالإضافة إلى مداهمة (دار ميريت) للنشر, وهي دار نشر مستقلة". وأشارت "دويتشه فيله" إلى أن إجراءات إسكات المعارضة وتقييد حرية الصحافة, التي تشهدها مصر حاليا, تعتبر أشد قسوة مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, بل ووصفها نشطاء أيضا بأنها أكبر عمليات "قمع" في التاريخ, على حد قولها. وأضافت أن الأوضاع في مصر تبدو أكثر "قتامة" في الذكرى الخامسة لثورة يناير, حيث زادت أيضا الهجمات الإرهابية, ما تسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة, وتضرر قطاع السياحة بشكل غير مسبوق, حسب تعبيرها. وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قالت أيضا في وقت سابق إن مصر شهدت حملات موسعة ضد النشطاء ومواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب ذكرى يناير, حسب تعبيرها. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 2 يناير أن هذه الحملات شملت أيضا مؤسسات ثقافية بالقرب من ميدان التحرير في وسط القاهرة، مشيرة إلى مداهمة معرض " تاون هاوس جاليري"، الذي يعتبر واحدا من الأماكن الفنية الأكثر شعبية في مصر، بالإضافة إلى مداهمة "دار ميريت" للنشر ، وهي دار نشر مستقلة, يلتقي فيها أحيانا المثقفون, الذين يميلون للفكر اليساري. وتابعت أنه تم أيضا اعتقال أربعة من أعضاء حركة "6 إبريل", بالإضافة إلى اعتقال ثلاثة من أصحاب الصفحات على موقع "فيسبوك", على حد قولها. وفسرت الوكالة الإجراءات السابقة بأنها تعكس القلق البالغ لدى السلطات المصرية, مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011 . وأشارت إلى أن السلطات المصرية تخشى بشدة مواقع التواصل الاجتماعي, التي لعبت دورا في اندلاع ثورة يناير, خاصة موقعي "فيسبوك وتويتر". وكانت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، تحدثت أيضا عما سمته توسيع "القبضة الأمنية" في مصر, خشية اندلاع احتجاجات في الذكرى الخامسة لثورة يناير, على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 31 ديسمبر الماضي, أنه تم في الأيام الماضية اعتقال أربعة من أعضاء حركة "6 إبريل", كما تم مداهمة دار نشر مستقلة، وأحد المعارض الفنية. وتابعت " تم أيضا في 30 ديسمبر حجب برنامج free basics (فري بيسيكس), الذي اشترك فيه أكثر من 3 مليون مصري". وأشارت الصحيفة إلى أن هناك دعوات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي, لتنظيم احتجاجات في ذكرى ثورة يناير, وهو ما قابلته السلطات بتوسيع حملتها ضد المعارضين والنشطاء, حسب تعبيرها. وأضافت "لوس أنجلوس تايمز" أن البعض في مصر, وصفوا هذه الحملة, بأنها عودة لما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, من تقييد للحريات وتشديد القبضة الأمنية, وهو ما أدى إلى اندلاع ثورة يناير, على حد قولها. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت أيضا إن السلطات المصرية تشعر بقلق بالغ, مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير 2011 , على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 ديسمبر أن هذا القلق ظهر بوضوح في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة, وحتى في تصريحات رسمية, حذرت من أن اندلاع احتجاجات بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة يناير, سيدمر البلاد. وتابعت " في الأسابيع الأخيرة، تميزت التصريحات الرسمية ب(التوتر), فيما يتعلق باحتمال اندلاع احتجاجات في ذكرى يناير". وأوضحت الصحيفة أن أبرز دليل على القلق البالغ من ذكرى يناير, هو مداهمة فعاليات ثقافية بالقرب من ميدان التحرير, مشيرة إلى مداهمة معرض "تاون هاوس جاليري", وهو معرض فني, بالإضافة إلى مداهمة دار "ميريت" للنشر, وهي دار نشر مستقلة, على حد قولها. واستطردت " هذه الأماكن الثقافية المخصصة للعروض والأفلام, تجتذب الشباب, وهو ما يجعل السلطات تخشى وقوع اضطرابات مع اقتراب ذكرى يناير". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن معارضين وناشطين تحدثوا عن تصعيد ما سمته "القمع" في البلاد, على حد قولها. وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن" الأمريكية نبيل ميخائيل استبعد في وقت سابق قيام ثورة جديدة على غرار ما حدث في 25 يناير 2011 , مؤكدا أنه لا خشية على النظام الحالي. وأضاف ميخائيل, وهو مصري مقيم في الولاياتالمتحدة, في تصريحات ل"الجزيرة" أن ثورة 2011 على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, كانت تقوم على عاملين هما: الالتحام الثوري الجماهيري، ودعم الجيش, وهو ما لا يتوافر حاليا, حسب تعبيره. وفي رده على سؤال حول احتمال قلق النظام الحالي مع اقتراب ذكرى ثورة يناير, ودعوة البعض للنزول للميادين, أجاب ميخائيل "من الطبيعي أن يقلق الرئيس بسبب حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه، حيث إن مصر بلا بترول والسياحة تعرضت لأضرار والثروات الطبيعية قليلة، بينما يتوجب إطعام ثلاث وجبات لتسعين مليون مواطن", على حد قوله. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إنه مستعد للتخلي فورا عن السلطة إذا كانت تلك رغبة كل المصريين. وأضاف السيسي في خطاب له في 23 ديسمبر بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، أن الكرامة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لا تسمح له أن يبقى "ثانية واحدة ضد إرادة الشعب"، ولكنه في الوقت نفسه اشترط للتخلي عن السلطة أن يطالب بذلك الشعب المصري كله. وأكد الرئيس المصري أنه وصل إلى الحكم "بإرادة الشعب واختياره ولم يأت بالقوة"، وأضاف "باسمع دعوات بعمل ثورة جديدة. ليه؟ انت عايز تضيعها (مصر) ليه؟ أنا جيت بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدا". وأضاف "انظروا حولكم إلى دول قريبة منا لا أحب أن أذكر اسمها، إنها تعاني منذ ثلاثين عاما ولا تستطيع أن ترجع. والدول التي تدمر لا تعود". وحسب "رويترز", انطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة تطالب بالنزول إلى الميادين احتجاجا على الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، تزامنا مع ذكرى ثورة 25 يناير.