زادت الخلافات فى الفترة بين الهيئة العامة للسلع التموينية والحجر الزراعى؛ حول شحنة القمح التى تحتوى على طفيل "الأرجوت" والنسبة المسموح بها فى شحنات القمح الواردة من الخارج، فرفضت الأولى وجود أية نسب منه فى القمح المستورد؛ تماشيًا مع القوانين المصرية وحرصًا على الثروة الزراعية، فى حين سمحت هيئة السلع التموينية بدخول شحنات يصل مستوى الإصابة بها إلى 0.05% كحد أقصى. فطر الأرجوت "الأرجوت" طفيل يصيب الحبوب القمح، والشعير، والشوفان، فيتكون على شكل أجسام حجرية على سطح الحبوب، وتكمن خطورته فى قدرته على إصابة الإنسان والحيوان فى حالة تناول حبوب مصابة بالفطر أو بعد طحنها إلى دقيق وإنتاج الخبز منها، بالتسمم، فإذا كان بسيطًا، فإن المصاب به يشعر بتنميل فى الأطراف وتقلص الأصابع، وغرغرينا قد تؤدى للوفاة بعد تسمم الجسم كله.
أما التسمم الحاد، فيظهر بشكل آلام معوية وتقيؤ وإسهال مصحوبا بتشوش فى الحواس والحركة والذهن وإجهاضات متوالية للحوامل فى الإنسان أو الحيوان، كما أن تناوله بشكل مستمر يؤثر على الكبد، ومن الممكن أن يصيب الإنسان بالسرطان على المدى البعيد، لا يستعمل إلا تحت إشراف طبى نظرًا لتأثيره السام. من جانبه قال الدكتور خالد سمير أمين صندوق نقابة الأطباء إن طفيل "الأرجوت" يمثل خطر على حياة المواطنين، لأنه يؤدى إلى انقباض للأوعية الدموية ويمنع وصول الدم إلى الأطراف، ما يؤدى إلى حالة من التسمم لبعض الأشخاص. وأضاف سمير ل"المصريون" أن هناك جانبًا إيجابيًا لفطر "الأرجوت" حيث تستعمل مستحضراته المفصولة على هيئة بلورات نقية لعلاج بعض الأمراض المهمة حيث يستعمل الأرغومترين على هيئة ملح الماليت كمادة مسهلة للولادة مقوية لعضلة الرحم، ويستعمل المشتق المثيلى من هذا القلويد الذى يتميز بفعالية فسيولوجية اشد من القلويد نفسه حيث يستعمل فى حالات النزف ويعتبر من أفضل موقفات النزيف وخاصة نزف ما بعد الولادة. أما قلويد الارجاتمين فيستعمل على هيئة أقراص لعلاج آلام الصداع النصفى (الشقيقة) كما تعطى أملاح الارغوتامين أيضا كمادة مسكنة فى آلام الجهاز العصبى الودي،ولكن درجة السُمية به قد تؤدى إلى الوفاة ويتم استخدامه فى بعض العقاقير بنسب معينة ويستخدم تحت إشراف طبى دقيق على حد قوله. وطالب أمين صندوق نقابة الأطباء بتشديد الرقابة على السلع والأغذية المستوردة والتأكد من خلوها من الأمراض والبكتريا،حفاظ على حياة المصريين.