بعد أن اشتد التوتر بين السعودية وإيران وأصبحت المواجهة بين البلدين وجهًا لوجه، على خلفية إعدام الأولى للمرجع الشيعي السعودي نمر باقر النمر، دخلت دولة الكويت في تحدي مع الدولة الشيعية نتيجة لكشفها خلية تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني. وسحبت الكويت سفيرها في إيران، كردّ فعل على اقتحام السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، بالإضافة إلى دعم الكويت، مع دول الخليج الأخرى، خطوات السعودية لمواجهة التصعيد الإيراني ضد المملكةً، إلا أن الكويت تحول موقفها من مجرد إرضاء للسعودية إلى صاحب مشكلة. ورأى الكاتب بدر الراشد أن العلاقات الكويتيةالإيرانية، ستدخل مرحلة جديدة من التوتر، على خلفية قضايا "التخابر مع إيران وحزب الله اللبناني" في قضية "خلية العبدلي" أو "خلية حزب الله"، والتي تمّ ضبط أفرادها في 13 أغسطس الماضي، بتهم تتعلق بتخزين كميات هائلة من الأسلحة، علاوة عن التخابر مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، ومحاولة الترويج لحزب الله وضمّ أتباع له في الكويت. توقعات "الراشد"، والتي قالها في مقال له بعنوان "أحكام إعدام في الكويت تنذر بأزمة مرتقبة مع إيران"، جاءت بعد حكمت محكمة الجنايات الكويتية، الثلاثاء الماضي، على أعضاء "خلية حزب الله" ال26، بأحكام تراوح بين الإعدام والسجن المؤبد والسجن بفترات متفاوتة، حيث قضت بالإعدام على عضوين من أعضاء الخلية، أحدهما إيراني هارب خارج البلاد، والآخر كويتي. كما حُكِمَ على شخصٍ ثالث من أعضاء الخلية بالسجن المؤبد، وحُكم بالسجن ل15 عاماً على 15 متهماً، و10 سنوات لمتهمٍ آخر. وتضمّ الخلية 25 كويتياً وإيرانياً واحداً. تأتي هذه الأحكام ضمن سلسلة من التجاذبات في العلاقات الكويتيةالإيرانية أخيرًا، والتي يصفها مراقبون بأنها "علاقات إيجابية من طرف واحد"، في إشارة إلى إيجابية في التعاطي الكويتي مع إيران، طالما كان يواجه بتحركات إيرانية عدائية تجاهها، إما على صعيد التصريحات من مسئولين إيرانيين، أو من خلال محاولة زراعة خلايا إرهابية إيرانية في الكويت. ويُثبت الحكم أن إيجابية السياسة الكويتية تجاه إيران في طريقها للزوال، فقد كانت الخطوة الأولى للكويت في أغسطس الماضي، حين تمّ توجيه اتهامات مباشرة لمواطنين وإيراني، بتهم "التخابر مع الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني". وتُعدّ هذه الخطوة بمثابة "مكاشفة نادرة لسياسات إيران العدائية تجاه الكويت". قبل أن يأتي حكم الأمس، كخطوة كويتية حاسمة في مواجهة التحركات الإيرانية العدائية تجاهها.