للمرة الأولى وعلى غير عادته، ظهر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، على كرسى متحرك، خلال جلسة محاكمته، أمس، بعدما اعتاد الدخول إلى قفص الاتهام، ممددا على سرير طبى، بدعوى «تردى حالته الصحية»، وذلك عقب إعلان طبيبه المعالج د. ياسر عبدالقادر أنه سيدلى بشهادته عن حالة مبارك الصحية. وواصلت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، لليوم الثانى على التوالى، سماع مرافعة المدعين بالحق المدنى فى قضية قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، المتهم فيها الرئيس المخلوع، ونجلاه علاء وجمال مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلى، و6 من كبار مساعديه، علاوة على رجل الأعمال الهارب حسين سالم. وقررت المحكمة تخصيص 25 جلسة مقبلة لمرافعات ممثلى الدفاع عن مبارك وبقية المتهمين. وطوال جلسة الأمس، ظل مبارك جالسا على مقعده، وقد ارتدى «تريننج» أزرق، وتدثر ببطانية خضراء اللون، وبدا فى صحة جيدة، من خلال رده على القاضى بصوت قوى ومسموع، حين نادى على اسمه «موجود». وبذل نجلا الرئيس السابق مجهودا كبيرا لحجب والدهما عن الحضور. وكشف المدعون بالحق المدنى، عن أن الرئيس المخلوع «زار ميدان التحرير مرتين أثناء الثورة وقبل تنحيه على متن طائرة هيلكوبتر يومى 28 يناير و6 فبراير من العام الماضى»، كما استشهدوا بأقوال العادلى خلال التحقيقات بخصوص اتهامه بتدبير حادث تفجير كنيسة القديسين، والتى قال فيها: «لن أكون كبش فداء، مبارك هو الذى أمرنى بإطلاق النار على المتظاهرين». ودافعوا بأن مبارك فاعل أصلى فى الجريمة وليس شريكا بحسب وصف النيابة. واستشهد المحامى مجدى راشد، بالملف 99 فى القضية، «والذى تضمن تسليح وتذخير القوات بأسلحة آلية، وطلقات تبدأ من 50 إلى 500 طلقة، كما تبين من الملف رقم 109 عودة الجنود بلا ذخيرة، وهو ما يعنى أن الذخيرة تم إطلاقها فى الميادين، بينما احتوى الملف رقم 8 على أقوال اللواء سعيد حسين، الذى أكد أن العميد نهاد خلوصى، قال إن القوات اشتبكت مع المتظاهرين أمام مقر الحزب الوطنى لمدة يومين متواصلين فى قتال مستمر بالأسلحة النارية والخرطوش». وقررت المحكمة تأجيل الجلسة حتى الثلاثاء المقبل لبدء سماع الدفاع عن المتهمين على مدار 25 جلسة.
