بعد أقل من شهر من انتهاء بطولة دورة الألعاب العربية قطر 2011، والتى حصد فيها الرياضيون والرياضيات المصريون 233 ميدالية ملونة وفازت مصر باللقب للمرة الخامسة فى تاريخها، توافد على مدينة الدوحة فى شهر يناير 3 أندية كروية أوروبية فى آن واحد، وربما هى المرة الأولى فى تاريخ أى بلد عربى أو غير عربى شقيق أو غير شقيق أن يحدث ذلك فى وقت كانت فيه بطولة عالمية فى لعبة أخرى وهى التنس. ففى يناير الجارى، دخلت أندية باريس سان جيرمان الفرنسى وشالكة وبايرن ميونيخ الألمانيين فى معسكر تدريبى فى قطر وتحديدًا فى الفترة التى يتوقف فيها النشاط فى الدوريات الأوروبية، بينما كانت بطولة قطر المفتوحة للتنس تقام فى الفترة ما بين 2-7 يناير بمشاركة عدد من نجوم التنس فى العالم من أمثال رافائيل نادل وروجيه فيدرير. باريس سان جيرمان جاء ليومين وهو فى طريقه إلى دبى لخوض بطولة التحدى، بينما عسكر البايرن للعام الثانى على التوالى، وخاض لقاءً وديًا مع النادى الأهلى فى حين فعل مواطنه شالكة نفس الشىء وخاض لقاء وديًا مع السد. وكان لاعبو الأندية الثلاثة فى قمة الاستمتاع وهم يؤدون تدريباتهم فى أجواء مناخية مواتية فى هذا الوقت من العام وفى وجود تجهيزات وملاعب ولوجيستيك ومستشفى رياضى فى أكاديمية أسباير، بينما فى الوقت نفسه طلب لاعبو الأندية الثلاثة الذهاب ومشاهدة مباريات بطولة قطر المفتوحة للتنس، فالتقى راؤول جونزاليس وأرين روبين ونجم باريس سان جيرمان الأرجنتينى باستورى بنجوم التنس والتقطوا معهم الصور التذكارية. أقول ذلك لأن الأمر لم يأتِ اعتباطًا، ومن النادى أن تجد ثلاثة أندية أوروبية فى بلد واحد فى توقيت واحد.. ما هذه الصدف السعيدة؟.. لكن الأمر – وهو ليس اعتباطيًا – فهو أيضًا ليس مبرمجًا، والحقيقة أن هناك من خطط وفكر ونفذ والآن جاء وقت الحصاد وجاء وقت تطلب فيه الأندية الأوروبية – بنفسها – الحضور إلى الدوحة، وتطلب – بنفسها – لعب مباراة ودية وهو ما حدث بالتحديد مع بايرن ميونخ وشالكة.. بينما الجانب القطرى لا يتكلف أى شىء.. نقول ذلك – مرة ثانية – لأن الأمر أكبر من مجرد صدفة وأكبر من مجرد تجمع لأندية أوروبية، الأمر أبعد من ذلك، فهى بداية قطف الثمار لهذا المصطلح الجديد المسمى ب"السياحة الرياضية".. ولن بقية إن كان فى العمر بقية..