أطلق الكاتب "توماس فريدمان" في مقاله في صحيفة ( نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم عنان خياله, مشيرا إلى الثورة المصرية على أنها تشبه في مضمونها "الفيل الطائر" الأسطوري, مؤكدا أنه في حالة رؤية فيل يطير فلا يمكنك غير الوقوف "متفاجئ ومتعجب ومتحير", كذلك هو حال الثورة المصرية التي حدثت فجأة ولم يتوقعها أحد. وعبر الكاتب عن أمنيته في تنفيذ دورة صحفية لتغطية الانتفاضة في مصر، بعد اقترابها الآن من الذكرى الأولى لقيامها, مشيرا إلى أن الدرس الأول الذي سيلقيه في هذه الدورة هو كيفية مراقبة الثورة المصرية في صمت مع تدوين الملاحظات, متسائلا: إذا كنت لا تعلم من أين أتت الثورة فهل لك أن تتخيل إلى أين ستذهب؟!!. وأكد فريدمان أن أول شيء عليه القيام به أو الكتابة عنه هو فوز الأحزاب الإسلامية "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين, وحزب النور السلفي بنحو 65%من مقاعد البرلمان المصري على الليبراليين العلمانيين، الذي يراهم الكاتب المفجرين الأساسيين للثورة. وأشار الكاتب إلى أنه لا يجب القلق بشأن صعود الإسلاميين، فالأحزاب الإسلامية لن تكون متهورة وساذجة بحيث تخلق من الحكم الديني "عدم تعددية, ومناهضة لحقوق المرأة, وعداء الأجانب", وذلك في حالة عدم تأثر وانشغال الإسلاميين بمسئوليات السلطة. وأُدهش الكاتب أثناء جولته التي قام بها في حي شبرا الخيمة بالقاهرة لمشاهدة الجولة الأخيرة من الانتخابات ووصل إلى مدرسة "عمر عبد العزيز" التي تضم مراكز الاقتراع للنساء، عندما سأل العديد من السيدات المنتقبات اللآتي صوتن للأحزاب الإسلامية سواء الإخوان أو السلفيين وكانت إجابتهن هى أن تصويتهن جاء على أسس دينية فقط دون النظر إلى الصالح العام للدولة حتي لو كان مع غير الإسلاميين. وعبر الكاتب عن اندهاشه المتزايد من أن بعض النساء المسنات الأميات قامت بالتصويت للإخوان وفقا لما أملاه عليهن أولادهن, موضحا بعض الاقتباسات من النساء المصريات لماذا صوتن للإسلاميين "أنا أحب الإخوان المسلمين، وهم وحدهم الشرفاء..., أريد التعليم الجيد والهواء النقي الذي نتنفسه..., نحن بحاجة إلى الرعاية الطبية المناسبة..., أريد أن أعلم أطفالي بشكل صحيح.. وغيرها من الأسباب التي أبدوها لاختيارهن الأحزاب الإسلامية. وفي الوقت نفسه، تعجب الكاتب من رد "عمرو حسن"، 22 عاما, طالب في كلية التجارة, وهو شاب علماني من شباب ميدان التحرير الذين أسقطوا نظام مبارك, عندما قال إنه كتب على ورقة الانتخاب أثناء إدلائه بصوته "فليسقط حكم العسكر", مشمئزا من حقيقة تجاهل الشباب العلماني الذين أطاحوا بحكم مبارك، في حين أن الأحزاب الإسلامية تفوز في الانتخابات وقيادات الجيش, التي ساعدت الثورة للتخلص من مبارك لإنقاذ وحماية نفسها, لا تزال في السلطة!!. وأضاف حسن أن الصراع على السلطة أصبح رباعي وينقسم بين الجيش, والأحزاب الإسلامية الصاعدة، والأحزاب الليبرالية والشباب الثوري في ميدان التحرير, مؤكدا أن الجميع يلعب من كل جانب للحصول على السلطة, ولكنه أكد أنه مستعد للذهاب مرة أخرى إلى ميدان التحرير إذا اضطر إلى ذلك.