شهد الشارع الشرقاوي حالة من الغليان واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد القرار الصادم والمفاجئ بإقالة الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية، وطالبوا الحكومة بالكشف عن مبرر الإقالة الذي جاء على غير رضاء الغالبية من أبناء المحافظة، خاصة أن المحافظ منذ قدومه يعمل على قدم وساق واستطاع إثبات وجوده، خاصة بعد جولاته اليومية لجميع القرى والمراكز والمصالح الحكومية وقضائه على الفاسدين وإحالتهم للتحقيق. "المصريون" رصدت تحركات المحافظ يوم إقالته، حيث استقبل صباح الجمعة مدير أمن الشرقية وعددا من أعضاء مجلس النواب الذين حضروا لاستقبال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بمكتبه بالديوان العام بالمحافظة، خلال حضورهم تكريم عدد من الإداريين بمديرية الأوقاف وافتتاح مسجد دار الرحمن بقرية الصورة التابعة لمركز كفر صقر حيث تناولوا الإفطار "فطير وعسل". وعقد الوزير اجتماعا قبل الصلاة مع محافظ الشرقية وأعضاء مجلس النواب، لبحث ومناقشة مشاكل المحافظة وعقب الانتهاء من الاجتماع تم التوجه لافتتاح المسجد وأداء الصلاة وسارع الأهالي عقب الصلاة لمصافحة المحافظ وتقديم الطلبات له، وغادر المحافظ ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية بعد ذلك المكان وأثناء السير في الطريق قام المحافظ بمصافحتهم وتوديعهم وانطلق إلى مسقط رأسه بمدينة المنصورة لقضاء إجازة الجمعة، إلا أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية يخبره بإسناد مهمة أعمال المحافظة إلى اللواء سامي سيدهم نائب المحافظ لحين إعلان حركة المحافظين، لافتا إلى أنه لم يتم إبلاغه بجهة العمل في محافظة أخرى حتى الآن معلنًا انتظاره للإعلان عن الحركة، مشيرا إلى أنه يعمل من أجل مصر وأنه إذا لم يقدر له العمل في محافظة أخرى سيعود إلى بيته الأساسي جامعة المنصورة. وفور إعلان إقالة المحافظ مساء الجمعة انطلقت الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لتأييده، معلنة غضبها الشديد من هذا القرار الصادم. وأكد أهالي الشرقية أن إقالة المحافظ بهذه الطريقة المهينة يعود بنا إلى العصر البائد، حيث كان الوزير أو المحافظ في جولة ويفاجأ باستبعاده، وهو ما حدث للمحافظ الذي كان يفتتح مسجدا ومعه وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية، لافتين إلى أن الإطاحة بالمحافظ الشاب والذي أتت به الحكومة بعد أن لمست فيه الحيوية ستحطم أحلام الشباب ويعطي رسالة لكل قيادي بأن عملك ليس هو المقياس. وقال وحيد علي من أهالي المحافظة إن المحافظ منذ أن تولى المهمة وهو لا يرى طعم النوم ونجح في القضاء على الفاسدين واختراق عش الدبابير، كما أنه لم يفرق بين كبير وصغير خاصة في إزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، وما حدث له يعد انتصارا للفاسدين ومحاربيه الذين كانوا يقفون ضد نجاحاته خاصة أصحاب مراكز الدروس الخصوصية ومن أطاح بهم من قيادات آخرهم بالديوان العام ومراكز المحافظة بعد أن رأى فيهم عدم الجدية أو التوافق مع سياسة العمل. بينما قال يسري الشبراوي: "هي الحكومة عايزة إيه؟ تعين واحد فاسد يداري على الفاسدين"؟ لافتا إلى "أن المحافظ شغال وكفاية إن الناس كانت بتسمع عن المحافظ في التليفزيون، النهارده المحافظ متواجد في الشارع مع الفقير قبل الغني مع الضعيف قبل القوي". وأوضح مصطفى إبراهيم أن هذا القرار من الممكن أن يكون قد جاء بعد تضامن أهالي المحافظة مع المحافظ لعدم رحيله وإعلانهم عن تنظيم وقفة تضامنية. فيما أكدت بعض المصادر أن سبب رحيل المحافظ السابق هو سعيه الدائم وراء الشو الإعلامي دون إنجازات حقيقية على أرض الواقع وقيام عدد من الموظفين على رأسهم موظف على درجة ثالثة، حيث قام المحافظ بترقيته مساعدًا له للمنطقة الجنوبية وقيامه ومجموعة من الموظفين بالمحافظة بالدعوة على صفحاتهم للتظاهر من أجل الإبقاء عليه كمحافظ كنوع من أنواع لي ذراع الدولة، كما أرجح عدد من المسؤولين أن تكون أسباب الإقالة قيام المحافظ بإعطاء 200 فدان لإقامة ناد للفروسية بقيمة رمزية لرجل أعمال وقيامه بإعطاء أرض لكارفور على مساحة 4 أفدنة، بالإضافة إلى التخبط في العديد من القرارات، كان من أهمها غلق مراكز الدروس الخصوصية ودخوله عش الدبابير بإزالة عدد كبير من التعديات على أراضي أملاك الدولة. بينما أكد آخرون أن الحملات الداعية للتضامن مع المحافظ عبر صفحات التواصل الاجتماعي كانت سببا في رحيله. ومن جانبه، أكد الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية السابق، أنه يؤدي عمله بكلية الحقوق بجامعة المنصورة ومتابعة سير الامتحانات، لافتًا إلى أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية مفاده إسناد العمل لنائب المحافظ ولم يأت لفظ الإقالة بالمكالمة وأنه فضل عدم الذهاب إلى المحافظة، لأنه لا يصح أن يأتي محافظًا جديدًا وهو في مكتبه. وأضاف أنه متواجد بكلية الحقوق بجامعة المنصورة لإعطاء المحاضرات ومتابعة سير الامتحانات، متمنيًا التوفيق للواء خالد سعيد الذي تم تعيينه بدلا منه، داعيا الله أن يعينه على هذا الحمل. كما قام نشطاء الفيس بوك بإطلاق هاشتاج تحت شعار "مطلب شعبي كلنا الدكتور رضا عبد السلام"، طالبوا فيه بالإبقاء عليه محافظا للشرقية لاستكمال مسيرته والقضاء على باقي الفاسدين.