حذرت صحيفة «الإمارات اليوم» في تحقيق استقصائي الخليجيين من تعرضهم لعمليات ابتزاز جنسي إلكتروني تقف وراءها عصابات منظمة في الخليج العربي والتي يكون أمام ضحية هذه العمليات خيارات محدودة إما أن ينتحر، أو يستسلم للمبتز ويخضع لإرادته، كما فعل كثر، أو يقرر المواجهة ويبلغ الشرطة، وهي حالات محدودة. ورصدت الصحيفة في التحقيق الذي جاء بعنوان «صدمة آخر الليل»، مراحل التورط في قضية ابتزاز جنسي، حيث تصدر موضوع الاستغلال الإلكتروني المشهد الإعلامي للإمارات في أكثر من وسيلة إعلام. دراسة للهيئة «العامة لتنظيم قطاع الاتصالات»، أفادت بأن عدد الذين تعرضوا للابتزاز في الخليج بلغوا نحو 30 ألف رجل، رغم أن جريمة الابتزاز الإلكتروني تعد من جرائم الظل التي يخشى الضحية الإبلاغ عنها. ووفقًا لموقع «Open»، فقد تم تسجيل ما يزيد عن 30 ألف حالة ابتزاز لرجال المنطقة، وأن السعوديين هم الضحايا الأساسيون لهذه العصابات، يليهم الكويتيون والإماراتيون. جمعية «لا للابتزاز»، وهي جمعية خليجية غير حكومية لحماية ضحايا ال«ويب كام» من الابتزاز، قالت إن 15 رجلًا في السعودية يقعون ضحايا الابتزاز الالكتروني يوميا، من قبل عصابات متخصصة باستهداف الرجال في منطقة الخليج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف. وتبدأ القصة، عبر موقع التواصل الاجتماعي، بطلب صداقة من صفحات تحمل صور امرأة حسناء، إلا أن الصدمة تكون شديدة عندما يفاجئ الضحية أن الطرف الآخر رجل، ويهددهم بنشر ما تم تصويره لهم في أوضاع مخلة. أحد المبتزين، قال إن «اثنين من كل 10 أشخاص استهدفهم يقعون في فخ الابتزاز الجنسي الإلكتروني، والصور التي ينشرونها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تكون معيارًا لاختيارهم، فكلما كانت تنم عن ثراء كان الشخص بالنسبة لي صيدًا ثمينًا، والربح السريع من وراء هذه اللعبة هو الذي دفعني إلى التمادي فيها». وأضاف: «كنت أمارس ذلك في البداية على سبيل التجربة والتسلية، لكن فوجئت بأن الأمر ينجح بسهولة، ويحقق عائدًا كبيرًا خلال زمن قياسي دون أن يكلفه ذلك مالًا أو جهدًا، بعدما أوقع بعشرات الأشخاص في السعودية والإمارات والكويت وقطر». وحول استعداده لإيذاء شخص رفض الاستجابة له من خلال فضحه بنشر الفيديو الذي صوره له، قال المبتز: «لم أفعل ذلك إلا مرات قليلة، مع أشخاص يتمتعون بثراء بالغ، حسبما يظهر من صورهم، فهم يسافرون كثيرًا، ولدى كل منهم أكثر من سيارة، فضلًا عن منازل فخمة، وهؤلاء لن يضيرهم دفع مبلغ قليل لشخص فقير مثلي». وعن إدراكه للأذى الهائل الذي يسببه لضحاياه، أفاد بأن كل شخص مسؤول عن تصرفاته، وأنه لم يجبرهم على خلع ملابسهم والتصرف بهذه الطريقة المخلّة، مضيفًا بسخرية: «تجدهم يدّعون الفضيلة على صفحاتهم، ويكشفون وجهًا آخر بعد منتصف الليل».
«المتورط في جرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني، شخص يعاني اضطرابًا سلوكيًا وعدم استقرار عائلي، ما يدفعه إلى اللجوء إلى ممارسات خفية تعوضه عن غياب الأسرة، كما أنه عادة يتعلم هذه التصرفات من آخرين»، هذا ما أكده الاستشاري النفسي في جامعة زايد، الخبير السابق في مؤسسات أمريكية لتقديم الدعم النفسي، «حسام عبد الخالق».
وأضاف: «الضحية أيضًا يعاني نوعًا من الضعف وانعدام الثقة بالنفس، ما يجعله صيدًا سهلًا».
ولفت إلى أن «فئة المراهقين من سن 12 إلى 18 عامًا أكثر عرضة للاستغلال الجنسي من قبل هذا النوع من المجرمين»، مضيفًا أنه «تعامل مع حالات عدة لضحايا ابتزاز جنسي إلكتروني، تعرضوا لضغط نفسي رهيب من قبل المبتز من ناحية، ومن جانب الأسر والمجتمع من ناحية أخرى، الأمر الذي دفع بعضًا منهم إلى اتخاذ قرارات صعبة ومتطرفة، منها التفكير في الانتحار أو إيذاء أنفسهم، لاسيما أن الضحية في مثل هذه الظروف لا يمكن أن يتحمل الضغط من أطراف خارجية، ويجب أن يحظى بنوع من المساعدة».