عاصفة من الجدل والخلاف ضربت قبة البرلمان سريعًا وحتى قبل موعد انعقاد أولى جلساته، فبالرغم من فوز القائمة التي أعدها اللواء سامح سيف اليزل، وهى "فى حب مصر" بغالبية المقاعد فى البرلمان ليعلن بعدها "اليزل" تكوين ائتلاف "دعم الدولة" سعيًا لتشكيل الغالبية داخل البرلمان أتت الرياح بما لا تشتهى السفن"، حيث هددت الانسحابات المتكررة للأحزاب الائتلاف بل وهددت رئيسه "اليزل" بالإطاحة من رئاسة "الائتلاف، ما يعنى أنه لم يعد يشكل الغالبية داخل البرلمان على حسب قول البعض. تلك التصدعات والانشقاقات وانسحاب أحزاب "الوفد، والمصريين الأحرار، ومستقبل وطن" من الائتلاف جعل الوفد يعلن عن تحالف جديد، رأى البعض أنه سيصبح المنافس الأول للائتلاف" دعم الدولة في حال اكتماله. من جانبها، أعلنت الهيئة العليا لحزب الوفد رفضها الانضمام ل"دعم الدولة"، وقررت تشكيل ائتلاف آخر تحت اسم "الأمة المصرية". وقال الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، إن الحزب يدرس إجراء اتصالات ب«مستقبل وطن» للانضمام إلى ائتلافه. وأوضح أنه "قبل تكوين أي ائتلاف برلماني يجب قبل وضع اللائحة التنفيذية الخاصة به، تكوين برنامج سياسى وأجندة تشريعية وطنية" وقال: "يجب دراسة مجموعة المستقلين، وهل أفكارهم ورؤيتهم الوطنية والتشريعية وأجندتهم الوطنية واحدة، فهى ليست مسألة تجييش النواب وإنما تكوين ائتلاف له فكر ورؤية". من جانبه قال حسام المهندس أحمد السجينى عضو مجلس النواب وعضو الهيئة العليا والمكتب التنفيذي لحزب الوفد أن قيادات الهيئة العليا لحزب الوفد، اقترحوا خلال اجتماع الهيئة الأخير تشكيل تحالف جديد تحت شعار "الأمة المصرية"، وسيتم دراسة الأمر مع قيادات ونواب الحزب خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل انعقاد البرلمان. وأضاف "السجيني" فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أن الحزب ستكون له هيئة برلمانية مستقلة تحت قبة البرلمان، وسينسق مع بعض الأحزاب الأخرى، مثل "مستقبل وطن والمصريين الأحرار والمؤتمر والشعب الجمهوري" في بعض القوانين المهمة التى تصب فى صالح الدولة والمواطن مشيرًا إلى أن قرار الهيئة العليا لحزب الوفد بعدم الانضمام لأى ائتلافات لن يحول دون التنسيق مع كل القوى السياسية والائتلافات وعلى رأسهم ائتلاف دعم مصر بصفته أكبر الائتلافات التى تم تشكيلها فى مجلس النواب حتى الآن. وشدد السجينى أن البرلمان الحالى لن يكون له مستقبل دون وجود كتلة تمثل أكثرية غالبة. وفى سياق مختلف وصف النائب مصطفى بكرى، القيادى بائتلاف دعم الدولة، انسحاب الأحزاب من الائتلاف بالتطور الخطير الذى سينعكس سلبًا على دعم الدولة مشيرًا إلى أن هذا التطور سيمثل مشكلة فى البرلمان متعلقة بالوصول لنسبة الثلثين التى يمكن أن تساعد مجلس النواب فى أداء مهمته وإقرار القوانين، موضحًا أن الخطورة تزداد فى هذا التوقيت مع اقتراب انعقاد جلسات البرلمان، خاصة أن الانسحاب جاء من أحزاب مؤيدة لثورة 30 يونيو. وأضاف يجب تشكيل قيادة جماعية تختار طريقة وعمل الائتلاف حتى لا يحاول أحد فرض أجندته مشيرًا إلى أن هناك أمرًا ما متعلقًا بطريقة إدارة الائتلاف أوصلنا لهذا الحال موضحًا أنه سبق وحذر من أخطاء اللائحة الداخلية للائتلاف، مطالبًا بضرورة إعادة مناقشتها لنصل لحلول للخلاف عليها. وتابع أنه طرح مبادرة أطلق عليها "مبادرة لم الشمل" لإنقاذ الوضع تتكون من أربعة بنود وأنه أجرى اتصالات مع قيادات من الأحزاب المنسحبة واستمع خلالها إلى وجهة نظرهم في الائتلاف وتبادل وجهات النظر لبحث التقارب من جديد غير أنه لم يعرض عليهم المبادرة حتى الآن.