أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية بالمرحتين الأولى والثانية، عن فوز 36 نائبًا قبطيًا بينهم 12 فازوا بنظام الفردي،24 نائبا كانوا مرشحين على قائمة "فى حب مصر"، منهم 3 فى المرحلة الأولى و9 في المرحلة الثانية، وتكون بهذه النتيجة نسبة النواب الأقباط فى برلمان 2015، الأعلى فى تاريخ البرلمانات. ففي عام 1995 ترشح 57 قبطيا ولم يفوز احد منهم ، وفى عام 2000 رشح الحزب الوطني المنحل أربعة أقباط فى انتخابات مجلس الشعب فى دائرة غبريال بالإسكندرية والبحيرة ودائرة المعهد الفنى بشبرا، ونجح يوسف بطرس فى دائرة المعهد الفنى بشبرا، ورامي لكح كمستقل فى دائرة الظاهر، ومنير فخرى عبد النور فى دائرة الوايلى على قائمة حزب الوفد، وفى عام 2011 حصل الأقباط على أحد عشر مقعدًا فى برلمان ما بعد ثورة يناير، ستة منهم بالانتخاب وخمسة بالتعيين من بين 508 مقاعد. من جانبه أكد رمسيس النجار المستشار القانوني للكنيسة الأرثوذكسية، أن فوز 12 قبطيًا على المقاعد الفردية أى بالانتخاب الحر المباشر ظاهرة إيجابية لم تعرفها مصر منذ انتخابات عام 1924، أن كثيرا من الدوائر التى فاز فيها المرشحين الأقباط لا تضم كتلًا تصويتية مسيحية مثل دوائر المقطم وباب الشعرية والخليفة، عابدين ومصر القديمة التي يمثل فيها الأقباط نسبة ضعيفة. وأضاف النجار ل"المصريون"، أن بهذه النتيجة مصر تتقدم إلى طريق الوطن والوطنية والمواطنة دون تمييز، وأن القانون ألزم القوائم للمرأة والقبطي وبات لهما كوتة بدلا من التعيين الذي كان يتم سابقا ، إضافة إلى ذوى الاحتياجات الخاصة الذين فاز عدد منهم بالبرلمان . وتابع النجار، أن برلمان 2015 أصبح برلمانا يمثل من كل طوائف الشعب وسيكون معبرًا عن كل الفئات المصرية، لافتا إلى أن هذه النسبة للأقباط فى البرلمان بمثابة خطوة فى الطريق إلى القضاء على ما يسمى بالفتنة الطائفية فى مصر، إن نتائج الانتخابات التى تمت دون تدخل الدولة، ومع غياب تيارات التشدد الديني تدل على أن الوطن يتعافى من الطائفية، مشيرًا إلى أن تصويت الناخب القبطي للمرشح القبطي أمر طبيعي، لكن لا يمكن للمرشحين الأقباط أن ينجحوا دون إجماع عليهم من المسلمين والأقباط معًا. وفى سياق متصل أكد ممدوح رمزي عضو مجلس الشورى السابق، أن فوز عدد من الأقباط فى برلمان 2015 كرس لدولة المواطنة التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي وأن فكر الناخب المصري تغير فبعد أن كان المسيحى لا يصوت إلا لمسيحى فقط أصبح الآن المسلم والقبطي يصوتان للأفضل سواء كان مسلما أو مسيحيا، وأن أصوات الأقباط في الانتخابات ترجح ولا تنجح . وأضاف رمزي ل"المصريون"، أن نتائج الانتخابات في الدوائر التي فاز فيها الأقباط مثل دائرة عابدين وباب الشعرية والموسكى التي فاز فيها نبيل بولس على طلعت القواس نائب الدائرة القديم لا يتخطى الوجود المسيحي فيها ال6%، لافتا إلى أن نجاح قبطيين بدائرة عين شمس التي تعتبر من مناطق تمركز الإخوان والسلفيين انتصار كبير على الطائفية، خاصة أن نسبة الأقباط بتلك الدائرة 20% فقط، كذلك فإن سقوط العديد من المرشحين الأقباط المتشددين ونجاح وجوه جديدة وشابة مثل جون طلعت ومنى جاب الله يدل على وعى الناخب المصري، معتبرًا سقوط فاطمة ناعوت دليل على أن الأقباط يستطيعون التمييز بين الوطني الحقيقي ومن يتاجر بقضيتهم لمصالح انتخابية. وتابع، أن نجاح الأقباط في المناطق الشعبية دليل على تغير مزاج الناخب وأن الدوائر التي نجح فيها المرشحون الأقباط دوائر بمناطق شعبية وبعضها مناطق الطبقة المتوسطة، ما يعطى دلالات إيجابية عن التغيير ليصبح أكثر انحيازًا للكفاءة على حساب الهوية الدينية ضاربًا المثل بمنى جاب الله التي فازت فى الجمالية ومنشأة ناصر وسط منافسين أقوياء مدعومين بأحزاب لها تاريخ.