عمرو سعيد يفتح قنبلة موقوتة بعد تعذيبه ووفاته.. إطفاء السجائر فى الجسد.. الصعق الكهربائى.. الخراطيم والسلاح الميرى.. وسائل الداخلية فى تعذيب "المعتقلين".. و"الطب الشرعى" يؤكد: عادل مات نتيجة التعذيب 6إبريل: "حال المعتقلين لا يسر عدو ولا حبيب".. "حركة 25 يناير": النظام يكسر شوكة الشباب باعتقالهم.. وحقوقيون: غياب المساءلة السبب الرئيس فى زيادة الانتهاكات مسلسل الانتهاكات والتعذيب لا يزال مستمرًا دون حسيب أو رقيب وسط محاولات لوزارة الداخلية وفقًا للتصريحات الخاصة بمسئوليها التي تبرئ السجون من مسألة وجود أي انتهاكات أو تعذيب داخل الأقسام أو السجون، وهو ما يخالف الواقع الذي تعيشه العديد من الأسر الذين لهم أقرباء داخل السجون والأقسام واتهامهم بتهم عديدة دون معرفة أسباب أو وجود أدلة حقيقية تقضي بحسبهم سواء احتياطيًا أو حتى محاكمتهم أمام محاكم، وذلك وفقًا لما يدلي به أهالي المحبوسين من تصريحات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. كانت آخر واقعة تعذيب داخل قسم شرطة شبين القناطر لمواطن بسيط يدعى "عمرو سعيد عبد الظاهر" الذي يبلغ من العمر 32 عامًا والتي أدت بوفاة المحبوس على ذمة اتهامه في قضية سرقة، القشة التي قصمت ظهر القوى السياسية والشبابية لتنتفض في وجه تلك الانتهاكات وسط حالة من الهدوء وعدم المبالاة من جانب المجلس القومي لحقوق الإنسان لوقف تلك الانتهاكات والحد منها. عمرو.. "يتقيأ دمًا" وعن تفاصيل الواقعة التي تعرض لها "عمرو" كشف مركز الحقانية للمحاماة والقانون عن واقعة التعذيب والتي توفى عمرو على متأثرًا بتعذيبه الذي تعرض له في مركز شرطة شبين القناطر. وقال المركز إنه قد ورد إليه بلاغ يفيد بتعذيب الشاب في مركز الشرطة، وحسب شهادة محاميه عاصم سعد، فقد حضر أحد الضباط المكلفين بالعمل في قسم الشرطة إلى منزل والد عمرو، بطحانوب شبين القناطر، عندما فتشوا المنزل ولم يجدوه قاموا بتهديد والدته إذا لم تخبرهم عن مكانه سيقومون باحتجازها هي وزوجة أخيه، حتى أخبرتهم باستئجاره لمنزل في بلدة قريبة اسمها الكوم الأحمر. وأكمل المحامي بأن قوات الشرطة أخذت والدة الشاب، وذهبوا إلى العنوان الذي أعطتهم إياه، ثم أخذوا عمرو الذي كان نائمًا، بعد تفتيش المنزل، ثم اقتادوه إلى مركز شرطة شبين القناطر، وقاموا باستجوابه في قضية سرقة، ثبت عدم تورطه بها بعد توصلهم إلى السارق، ولكن أحد الضباط قام بضرب عمرو "بالخراطيم ورأس السلاح الميري"، لمحاولة الخروج منه بمعلومات عن القضية. وأضاف المحامي أنه في اليوم التالي تم تلفيق محضر "حيازة مخدرات" للشاب، الذي ساءت حالته في الحجز حتى أصبح يتقيأ دمًا، ورغم استنجاده بأفراد القسم إلا أن أحدًا لم يعره اهتمامًا، وأثناء عرضه على النيابة مات في القفص. طلعت.. خالد سعيد جديد بالأقصر اشتباكات ومداهمات استمرت لساعات طويلة منطقة العوامية بمحافظة الأقصر، بين قوات الشرطة والأهالي بعد إلقائها القبض على شخص بحوزته كمية من المواد المخدرة وعقب اقتياده للقسم تم نقله للمستشفى جثة هامدة، وتوجه أبناء منطقته إلى ديوان القسم والمديرية ووقعت اشتباكات أسفرت عن إصابة 5 بكدمات وجروح طفيفة دون وفيات. إنه "طلعت شبيب" 47 سنة توفي بعد اقتياده إلى قسم الشرطة، وكشف التقرير الطبي للمتوفى الصادر من مستشفى الأقصر الدولي، أنه وصل إلى المستشفى جثة هامدة بعد منتصف الليل برفقة رجال الإسعاف وأفراد الشرطة، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى لحين صدور أمر بشأنه من قبل النيابة العامة. ومن جانبه، أكد أحد أقارب المتوفى بالعوامية أن المتهم المتوفى لم يكن مريضًا أو مصابًا وقت القبض عليه من قبل رجال الشرطة، وفوجئوا بعدها بوقت قليل بنبأ وفاته، الأمر الذي يؤكد تعرضه للضرب المبرح والتعذيب الشديد داخل ديوان بندر الأقصر.
هاتف محمول سبب وفاة عادل بالمطرية عادل دخل القسم متهمًا في قضية سرقة محمول فخرج قتيلاً بسبب التعذيب.. ووالدته تتهم ضباط وأمناء القسم بقتله. أما عادل عبد السميع صيام فلم يختلف الوضع كثيرًا حيث لاقي مصرعه داخل قسم المطرية الذي يعتبره الشباب الثوري أنه أسوأ قسم شرطة من الممكن أن يدخله بشر وكان نهاية عادل المأساوية بعد تعرضه للتعذيب داخل القسم بعد إلقاء القبض عليه بتهمة سرقة "هاتف محمول". ومن جانبها، اتهمت والدة المجني عليه عادل ضباط وأمناء القسم بتعذيبه وقتله، وقالت إن عادل تم إلقاء القبض عليه في قضية سرقة محمول اشتراه من شاب بالمنطقة ثم اتصل به شخص آخر وقال إنه هاتفه وتم سرقته منه، فأخبره أن يقابله ليأخذ الموبايل، وعند مقابلته وجد المباحث تلقي القبض عليه. وأوضحت والدة المجني عليه أن نجلها تم تحويله للنيابة، والتي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وبعدها تم التجديد له لمدة 15 يومًا، وقبل عرضه على النيابة للمرة الثالثة قتل داخل الحجز. من جانبه، قال مصدر بالطب الشرعي، إن مشرحة زينهم استقبلت جثمان عادل صيام في العقد الثالث من عمره، وأوضح المصدر أن المتهم لقي حتفه داخل القسم وتبين إصابته إصابات ظاهرية نتيجة إطفاء السجائر بجثمانه وكدمات وسجحات نتيجة الضرب بجسم صلب إضافة إلى آثار مرض جلدي. وأوضح الطب الشرعي أن التقرير المبدئي للطب الشرعي يؤكد وجود شبهة جنائية في وفاة المجني عليه. محمد أبو العينين.. والصعق الكهربائى تعرض عبد الله حسانين السيد محمد أبو العينين البالغ من العمر 20 عامًا، طالب بجامعة الأزهر، للتعذيب والضرب والصعق بالكهرباء في أنحاء متفرقة بالجسد، مما سبب له حروقًا وعلامات بالجسد وبياض شعر. وذلك بعد أن قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض عليه في شهر مايو الماضي، وأضاف عبد الله في أول رسالة له من داخل محبسه أنه بعد اقتياده إلى مقر الأمن الوطني بدون سبب معين بأربعة أيام تم نقله إلى قسم أول مدينة نصر، وتعرض في القسم إلى التعذيب والضرب والصعق بالصواعق الكهربائية مرة ثانية ولكن على أيدي ضباط ومعاوني مباحث القسم. وتابع أنه تم عرضه على نيابة مدينة نصر الجزئية ووجهت له النيابة تهمة "الانتماء والانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف القانون، الغرض منها تعطيل العمل بالدستور والقانون ومناهضة الدولة ومحاولة تكدير السلم العام وقلب نظام الحكم". نادر فتوح.. فى حالة حرجة فيما أعلنت مؤسسة حرية الفكر والتعبير عن تعرض المواطن نادر فتوح المحبوس على ذمة عدة قضايا منذ مايو 2014 للتعذيب المبرح داخل قسم الرمل ثان، وهو ما أدى إلى إصابته بنزيف بالغ نظرًا لتعرضه للضرب من ضباط أمن الدولة في منطقة الفخذ وتحت الحوض بحسب قولهم. وأضافت المؤسسة أن نادر كان قد حكمت المحكمة ببراءته في عده قضايا مرتين و4 مرات إخلاء سبيل ولكن في كل مرة كانت النيابة تستأنف على القرار وكان الضباط الذي يقوم بضربه يردد عليه كلمات "يا تشتغل معانا يا إما مش هتشوف النور مرة تانية"، مشيرين إلى أنه في كل مرة يحصل نادر على البراءة، أمن الدولة يقوم بتلفيق تهم وقضايا جديدة له. قوى ثورية: السجون والأقسام مليئة بالانتهاكات
فعلى جانب آراء الشباب الثوري في وقائع التعذيب المستمر للمعتقلين من الشباب الذين شاركوا بثورتي 25 يناير وال30 من يونيو، أكد شريف الروبي، القيادي بحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، أن حال المعتقلين "لا يسر عدو ولا حبيب"، فمازال هناك تعنت من قبل القيادات بالسجون، فزيارات الأهل ممنوعة وممنوع دخول الأكل وعلى مدار الحبس سنتين يتم معاملة الثوار على أنهم إرهابيون، على الرغم من أنه معروف للجميع أنهم كانوا ضد الإخوان وأنهم من شاركوا في مظاهرات التخلص منهم. وأضاف الروبي أن قوانين السجون الجديدة والتي تحدد أسعارًا للمسجونين، فالسرير ب15 جنيهًا والمرتبة بسعر وكل شيء يتم بيعه بسعر، لافتًا إلى أن كل هذه الأشياء تهين آدمية الثوار. وفي سياق متصل، قال محمود عزت، القيادي بالاشتراكيين الثوريين، إن عملية تعذيب المعتقلين مازالت مستمرة، ومازالت الانتهاكات تمارس ضدهم، مشيرًا إلى أن النظام أراد قتل الثورة باعتقال الشباب الثوري الذي دعا إليها. وأضاف عزت، أن الشباب الثوري الذي قام بالثورة ضد الإخوان تم حبسه معهم داخل السجون. وأشار المستشار مصطفى فقير، المنسق العام لحركة 25 يناير، إلى أن نظام السيسي يحاول أن "يكسر شباب مصر لعدم معارضتهم للنظام مرة أخرى". وأضاف فقير أن أكبر دليل على أن الشباب هو القوى المؤثرة الوحيدة، وهو ما يقوم النظام باتخاذه ضده من القبض عليه وإلقائهم في المعتقلات وممارسة أبشع صور التعذيب ضدهم، وأبرزها منع الزيارات عنهم من قبل ذويهم - على حد وصفه. حقوقيون: النيابة العامة لا تحرك ساكنًا وعلى الجانب الحقوقي، أكد حليم حنيش، المحامي الحقوقي، أن غياب المسألة من الجهات المختصة في الدولة هي السبب الرئيسي وراء زيادة نسب التعذيب والانتهاكات داخل الأقسام والسجون، مشيرًا إلى أن النيابة العامة هي مَن كانت لها الدور الأول في رد تلك الانتهاكات ولكنها لم تحرك ساكنًا. وأضاف حنيش ل"المصريون" أنه لم يتم التحقيق في أي واقعة تم إثباتها في محاضر رسمية من المحامين التابعين للمعتقلين ولكن دون رد، مشيرًا إلى أن الإعلام أيضًا له عامل أساسي في فكرة تهوين المسألة وتحسين صورة ضباط الشرطة رغم كل الانتهاكات التي تحدث داخل السجون. وتابع المحامي الحقوقي أن المجلس القومي لحقوق الإنسان يعد جهة استشارية وليس في يده أي سلطات ليتم استخدامها، مشيرًا إلى أنه في النهاية من الممكن أن يقوم بإصدار تقرير أو بيان ليعرب فيه عن قلقه إيذاء ما يحدث داخل الأقسام والسجون ليس أكثر. فيما أبدى نجاد البرعي، المحامي الحقوقي، تعجبه من التصريحات التي تخرج بها وزارة الداخلية حول وقائع التعذيب داخل السجون والأقسام والتي تنفيها جملة وتفصيلًا. وأضاف البرعي نصًا: "إحنا معندناش تعذيب والسجون زي الفل ومفيش مختفين ودي دعاية بيعملها الإخوان، هذا ملخص ردود وزارة الداخلية والغريب إن ناس كثيرة مصدقاهم".