تصاعدت موجة من الغضب مؤخرا ضد تجاوزات عدد من رجال الشرطة خصوصا فى محافظتى الأقصروالإسماعيلية بعد اتهام ضباط بقتل شخصين وإصابة ثالث داخل أقسام الشرطة. ومن جانبها ، تعتبر وزارة الداخلية هذه الوقائع فردية وليست نهجا تطبقه فى التعامل مع المتهمين،فيما يرى عدد من المواطنين إنه انتكاسة كبيرة لعلاقة الشرطة بالشعب بعد التلاحم بينهم إبان ثورة 30 يونيو، لاسيما بعد وقائع التعذيب الخمس الأخيرة التى تورط فيها عدد من رجال الأمن والتى رصدتها جريدة الشروق كالتالى :- 1-شرارة الأزمة بدأت فى الأول من نوفمبر الحالى، حيث أطلق ضابط شرطة الرصاص على مدير شركة أعلى طريق المحور، وأصيب الضحية بطلق نارى فى الكتف أحدث فتحة دخول وخروج، وتم نقله إلى المستشفى. وسبب الواقعة مشادة كلامية بينهما، وطلب الضابط من المواطن الركوع أمامه ليتركه لحال سبيله إلا أن الثانى رفض، فتلقى طلقة حية فى كتفه، وتم تحرير محضر بالواقعة، وقررت النيابة حبس الضابط، فيما تم إيقافه عن العمل من قبل وزارة الداخلية. 2-شهدت شبين القناطر واقعة أخرى، حيث قرر حسام الهلباوى رئيس نيابة شبين القناطر، إخلاء سبيل معاون مباحث مركز شبين القناطر السبت الماضى، بعد اتهامه بالاعتداء على شاب بالحجز حتى لقى مصرعه بالقسم، كما قرر عرض جثة المجنى عليه على الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة. وكانت النيابة استمعت لأقوال معاون المباحث المتهم، وأكد أن الشاب المتوفى تم ضبطه متلبسا فى واقعة تعاطى مخدرات، وبالكشف عليه فى الأمن العام تبين أنه هارب من تنفيذ حكم قضائى وخلال إجراءات نقله إلى النيابة تبين أنه يعانى من مرض الكبد وأصيب بحالة إغماء شديدة أثناء وجوده بالنيابة وتم استدعاء سيارة إسعاف لنقله بعدما تدهورت حالته إلى غيبوبة كبدية لكنه توفى أثناء إسعافه. وقال معاون المباحث إن المتوفى كان يتعاطى الهيروين، وتوفى لإهماله فى علاج الكبد، منكرا الاتهامات الموجهة إليه بالتعذيب. 3- فى مدينة السادس من أكتوبر أمر المستشار أحمد حامد رئيس نيابة أكتوبر، بحبس ضابط شرطة بتهمة التعدى على «سائق»، واستغلال النفوذ، وحيازة مواد مخدرة، والتزوير والتلفيق. وكان الضابط المتهم اختلف مع السائق حول أولوية المرور، وتعدى عليه بالقول، ويواجه الضابط اتهاما بتلفيق قضية حيازة مخدرات، وحرر محضرا يفيد بضبط السائق وبحوزته مخدر الهيروين، غير أن التحريات أكدت عدم صحة الواقعة. 4- فى محافظة الإسماعيلية توفى طبيب بيطرى إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية وتوقف فى عضلة القلب، بعد القبض عليه بتهمة بيع مواد مخدرة، واتهمت أسرة الطبيب المتوفى عفيفى حسين أحد ضباط شرطة قسم أول الإسماعيلية، بضربه وتعذيبه، ما تسبب فى وفاته إذ يعانى من أزمات قلبية. كما اتهمت نقابة الصيادلة فى بيان لها ضباط شرطة بالقتل العمد للمتوفى عفيفى الذى تعمل زوجته «صيدلانية»، وشارك مئات من المواطنين وأعضاء الأحزاب السياسية فى مراسم تشييع جثمان الطبيب البيطرى، وهتفوا ضد الشرطة، مطالبين بتصعيد الموقف، ومحاسبة المسئول عن الواقعة. 5- شهدت العديد من الشوارع فى منطقة العوامية بمحافظة الأقصر تظاهرات حاشدة احتجاجا على قتل مواطن فى قسم الشرطة وإصابة آخر بطلق نارى فى فض التظاهرات. وتعود الواقعة إلى اتهامات لأربعة ضباط شرطة، فى قسم شرطة الأقصر، بالقبض على طلعت شبيب الرشيدى «46 عاما» عامل، واصطحابه إلى القسم بحجة حوزته لمواد مخدرة، وتعذيبه حتى الموت، ثم لقى مصرعه قبل وصوله مستشفى الأقصر الدولى، فجر الأربعاء الماضى. وما زاد من تأزم الأمور والموقف، إصابة الشاب مروان أحمد عبدالوهاب، بطلق نارى فى البطن، إثر فض الشرطة لتجمهرات أمام القسم، وتدخل نواب مجلس الشعب الجدد، لتهدئة الأمور. وساد الهدوء الحذر المدينة الأثرية، عقب انتهاء مراسم العزاء بعدما وعدت الداخلية بمحاسبة المسئولين وتقديم الجناة إلى المحاكمة. وأدى محافظ الأقصر محمد بدر، واجب العزاء بصحبة اللواء عادل عبدالعظيم، مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد.كما أفرجت الشرطة عن 24 شخصا تم القبض عليهم أثناء الاحتجاجات أمام قسم شرطة الأقصر. من جانبه قال مصدر أمنى إن جميع وقائع الاتهامات الموجهة لضباط الشرطة، رهن التحقيق، مؤكدا أن التجاوزات فردية ولا تمثل وزارة الداخلية، مشددا على أن الوزارة لن تتستر على مخطئ، وتقدم من يثبت تجاوزه إلى جهات التحقيق، والإعلان عن النتائج بشفافية.