لا أعرف منذ كم عامًا، لكن أعتقد أنهم سبعة أعوام.. بدأ فيها نجم الأهلى ومنتخب مصر السابق العمل مع نادى إنبى وفى قطاع البترول.. نادى صحراء جرداء لا ناقة فيه ولا ماء.. وضع أساسًا لعمل احترافى سليم فى ناد لكرة القدم. ولم يكن فقط مديرًا للكرة بل إن صلاحياته كانت تتعدى رئيسا لجهاز الكرة أو (Football Director) فى أندية كرة القدم الأوروبية.. فهو الذى يشارك فى وضع السياسات وإن كان يبدو أنها قادمة من مجلس الإدارة وهو الذى يقترح اللاعبين بالتنسيق مع الجهاز الفنى، وهو الذى له دور كبير فى التعاقد مع المدربين. وطيلة سبعة أعوام، لم يخطئ فى أحد، ولم نجده مرة يضرب حكما أو يشتم حكمًا أو يبصق فى وجه حكم أو يقول لحكم سلام عليكم (ولكن بحدة شوية).. ووصل إنبى إلى ما وصل إليه بفضل العمل الاحترافى وهو فى نهاية المطاف فرد واحد يعمل ضمن منظومة كاملة ومتكاملة. وفاز إنبى بلقبى كأس مصر.. خلال بضع سنوات، وأصبح ناديًا من الوزن الثقيل حتى وإن لم يفز بلقب الدوري.. وخلال نفس السنوات التى تلت صعود إنبى إلى الدورى الممتاز لم يستطع أعتى أندية الدورى أن تحقق ولو نصف بطولة باستثناء الزمالك الذى فاز مرة واحده بلقب كأس مصر وحرس الحدود أحد الوافدين الجدد على البطولة، والذى فاز بلقب كأس مصر مرتين. أما الأندية العريقة مثل الاتحاد والمصرى والإسماعيلى وغيرها، فقد تفوق إنبى عليها كثيرًا، والأهم أنه أعطى انطباعًا دائما بأنه فريق تحكمه نظم ولوائح أقرب إلى الاحترافية. ولم يخرج ذلك الرجل وراء الأحداث مرة وينسب فضلا لنفسه، ولم يقل ذات مرة "أنا"، ولم نجده يتلهف على الظهور فى الفضائيات، فالأمر الأهم بالنسبة له هو أن يعمل بشكل مهنى واحترافى يضخ قيمة مضافة لكرة القدم ويرضى ضميره.. وفى نهاية المطاف أقال مغمورون لا أحد يعرف أسماءهم ولم يفعلوا شيئا واحدا لصناعة كرة القدم – أقالوا – علاء عبدالصادق.. فهل هى بداية هدم المعبد.. شكرا علاء عبدالصادق.. أنت مثال صارخ، لإداريى كرة القدم الفاهم والناجح..