رفضت الاعتذار على القنوات المصرية لأنها تطبل للنظام وتغير الحقائق الإخوان استقبلوا اعتذاري فى تركيا بحرب إعلامية أكبر من مؤيدي السيسي حزب المؤتمر أثار موضوعًا فصليًا رغم أنني لست عضوًا فيه من أجل الشهرة لم ألتقِ قيادات الإخوان فى تركيا ورفضت الظهور فى قناة مكملين الشعب لن يرضى بعودة الإخوان المسلمين لتصدر المشهد السياسي أواجه النظام قبل أن يكون هناك شباب للإخوان فى الشارع
ظهر فى قناة الشرق المعارضة لنظام السيسي لأول مرة وسالت دموعه على الهواء معلنًا اعتذاره للشعب المصري عن مشاركته فى جميع الأحداث التي أودت بحياة الكثير من المصريين, ليفتح مجدي حمدان المحلل السياسي والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ من جديدة مسارًا جديدًا قد ينتهجه الكثيرون من الذين خابت ظنونهم وآمالهم فى حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال حمدان فى حواره ل"المصريون" إن تراجعه عن مساندة السيسي واعتذاره عن الدماء التي سالت كان خوفًا من أن تقبض روحه ويحاسب على كل موقف سياسي شارك فيه أدى إلى إزهاق أرواح العديد من الأبرياء، مؤكدًا سعى النظام لتغيير الدستور للاستمرار فى الحكم سيؤدى إلى ثورة جديدة.
وإلى نص الحوار: ** ما هى ظروف ذهابك إلى تركيا واعتذارك عن إراقة الدماء فى رابعة؟ *سافرت إلى تركيا بشكل سريع تلبية لدعوة من الدكتور أيمن نور رئيس مجلس إدارة قناة الشرق، لأن أكون ضيفًا على القناة لفترة زمنية كمحلل سياسي لمجريات الأحداث فى مصر, وكنت قد أرجأت السفر حتى نهاية الانتخابات حتى يكون لدى الوقت الكافي للتفكير, وبعد أن خضت المعركة الانتخابية بما شابها من تفاصيل انتهت بتقدمي بطعون على نتيجة الانتخابات لوجود خلل فى المنظومة وغموض فى الأرقام النهائية حتى أنني تقدمت بطلب للجنة العليا لإعادة فرز الأصوات التي لم يتم البت فيها حتى الآن, وانتهيت إلى أنني أحتاج إلى فترة راحة وتغيير فقررت السفر وتلبية دعوة الدكتور أيمن نور. أما عن الاعتذار فأنا قلت بالنص: إنني أعتذر لكل المصريين عن الدماء التي سالت من 25 يناير حتى الآن لأنني كنت أحد السياسيين المشاركين فى 25 يناير و30 يونيو ولم أستطع وقف نزيف الدماء المصرية المستمر نتيجة لعوامل كثيرة جدًا". ** لماذا اخترت هذا التوقيت للاعتذار وما الذي دفعك لذل ؟ *لم يكن توقيت اعتذاري متفق عليه ولكن وقفة مع النفس وإعادة لكل مجريات الأحداث فكان لابد من التطهر من أي سفك للدماء فربما لقيت الله غدًا فماذا أقول له وأنا أحد الضالعين بالسياسة وما يحدث بالدولة والاعتذار تم بشكل عشوائي نظرًا لمجريات الحوار بالحلقة. ** ولماذا اخترت من خلال قناة الشرق ولم تكن قنوات أخرى؟ *القنوات المصرية تسير على وتيرة واحدة ولا يوجد بها مكان لأي معارض وهو نهج أصبح يتفق عليه كل من يؤيد النظام الحاكم، ويهلل ويطبل لما يحدث ويكون مرحبًا به فى كل القنوات, لكن من لديه كلمة حق وقول مختلف فهو إما عميل أو خائن أو طابور خامس وغيرها من المسميات لذا فإنني أعلم مسبقًا أنى سأخضع لضغوط قول معين وهو ما يختلف مع مبادئي فقبلت الدعوة من الدكتور أيمن لأقول رأيي بصراحة وبدون مخادعة. ** ما الذي جعلك تبكى على الهواء وأنت تعتذر؟ *بكيت على الهواء لأسباب عدة منها تذكري لدماء المصريين والأطفال المقبوض عليهم والتجديد لهم لمجرد أنهم يرتدون ملابس عليها شعارات أو أنهم لا يعلمون لماذا قبض عليهم مثل الطفل مصطفى الذي خرج ليحضر طلبات لأهله وتصادف مروره بجوار تظاهرة للإخوان فتم القبض عليه ويجدد له منذ أكثر من عام ونصف, والسبب الأقوى لبكائي أنني ربما لا أرى مصر الحبيبة مرة أخرى أو أسرتي إذا ما تقدم أحد هواة البلاغات ببلاغ ضدي لأنني أبديت رأيًا مخالفًا. ** ما هى الخطوة التالية بعد اعتذارك للشعب؟ السياسي لا يستطيع أن يتنبأ بخطواته التالية فى ظل أجواء ضبابية ومختلطة وأعتقد أنني سأظل أمارس السياسة وربما أبحث عن منبر إعلامي حر أستطيع أن أتحدث فيه بحرية وأن أثري الحوار السياسي بشكل قوى وبناء وهى الخطوة التالية ولدى بعض المشاريع وفى انتظار عروض لتبنى هذه الأفكار سواء من داخل مصر أو خارجها. ** البعض يتهمك بالهروب هل ستعود إلى مصر مرة أخرى؟ *أي مصري غيور على بلده ومحب لوطنه لا يستطيع أن يبتعد عن مصر فكلنا كالأسماك مهما طال الزمان لا يمكننا العيش بعيد عن تراب ومياه وسماء مصر, وأنا لم أهرب من مصر بل خرجت مثل كل المصريين وأعتقد أن قول كلمة حق لا يمنع أي مصري من الرجوع لبلده. ** هل وجدت ترحيبًا من قيادات الإخوان ومعارضي السيسي فى تركيا بعد هذا الاعتذار؟ *هناك خلط يدور فى الإعلام والسوشيال ميديا فى مصر, فهم يعطون انطباعًا للمواطن المصري عن أن أي مصري يسافر إلى قطر أو تركيا هو سيستقبل فى المطار من الإخوان وإنه سيذهب مباشرة إلى حضن الإخوان وينضم إليهم, لكنى أؤكد أنني بعد أن اعتذرت للمصريين عن كل نقطة دم أريقت لم أجد إلا الحرب من الطرفين, بل على العكس فقد شن الإخوان علىَّ حرب كلامية تزيد فى حدتها عما أعانيه من الطرف الآخر ويكفيني أنني كنت صادقًا مع نفسي وأرضيت ضميري. **هل تؤيد الاصطفاف مع الإخوان المسلمين ضد السيسي؟ *الاصطفاف هى كلمة مطاطة وواسعة المعنى حتى الآن هناك دعوة للاصطفاف قام بها عبد الغفار شكر والدكتور عبد الجليل مصطفى ودعوة تقوم بها جماعة الإخوان والمحبون لهم وحتى الآن لا توجد رؤية أو منهجية للطرفين ولم أجلس مع أحد لأني كما أشرت ضيفًا لقناة ولم أتى لغرض آخر. ** كيف تفسر هجوم الإعلام المصري عليك واتهامك بالهروب بعد خسارتك الانتخابات البرلمانية؟ *هذا الأمر يدعو للاستغراب والسخرية فى ذات الوقت أين كان الإعلام المصري منى أو من غيري عندما أردنا توصيل أصواتنا, ألم تحاسب عزة الحناوى وهى مذيعة فى التليفزيون المصري لأنها أشارت للسيسي بأنه السبب ويجب أن يجد الحلول, الوضع أصبح خطيرًا جدًا وعدم الاهتمام أو تخوين المعارضة ستكون له عواقب وخيمة وخطيرة, أما السخرية فإن بعضهم ممن يدعون أنهم إعلاميون أشاروا إلى أنني خلايا نائمة, فكيف لقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني التي وقفت ضد الإخوان وثارت عليهم أن يكون خلايا نائمة. ** هل تقبل بعودة الإخوان للمشهد السياسي مرة أخرى؟ *عودة الإخوان لتصدر المشهد أصبح أمر غير مقبول ليس منى فقط ولكن من رجل الشارع والمواطن البسيط والأوضاع الراهنة لا تحتمل المزيد من الانشقاق فى المجتمع المصري ويجب أن نكون كلنا فى حراك دائم من أجل مصر ورفعتها, وأرى أن تنفيذ البند الأخير من خارطة الطريق هو أحد الحلول فى الحل وأن نركن ونبدأ فى بناء مصر لأن الأحداث تجرى بما لا تشتهى السفن خاصة على الصعيد الدولي.
** ما هى قصة انضمامك لحزب المؤتمر وحقيقة فصلك؟ *لم انضم لحزب المؤتمر أو أكتب استمارة عضوية واحدة, وكل ما فى الأمر أن قيادات الحزب بحثت كثيرًا عن مرشح لها فى دائرة إمبابة وانتهت إلى أنني من أكثر المرشحين الذين لهم حظوة ولديهم القدرة على الحصول على مقعد فتم الاتصال بي وأعطوني دعمًا ماديًا لا يذكر ووعدوني بمبالغ أخرى ولكنها لم تتحقق وأعطوني استمارة ترشح باسم الحزب مع وعدهم بدعمي بشكل لوجستي وهو أيضًا لم يحدث, ثم فوجئت بهم وهم يصنعون الخبر تلو الخبر بأنهم بصدد فصلى وغيرها وعلى ما يبدو أن الجرائد لم تكتب عن الحزب لفترة فأرادوا أن يكتسبوا شهرة وصيتًا باسمي وهو ما أنكرت فى بيان أصدرته بعد أن اتهمني البعض بالهروب. ** شباب الإخوان يرون اعتذارك غير كافٍ وعليك النزول إلى الشارع؟ ما رأيك *لم اعتذر للبعض دون البعض وأنا موجود بالشارع قبل أن أرى أي شباب للإخوان ومنذ عام 1989 وأنا أحارب نظام مبارك وتواجدت بمظاهرات الجامعة التي خرجت ضد مبارك ثم كنت أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الجبهة والجمعية الوطنية للتغيير وهى المحرك الأساسي ل25 يناير وعندما تولى الإخوان السلطة اعتبرونا غير موجدين ولم يسمحوا لنا بتقديم مطالبنا لبرلمانهم ثم اعتبرونا جزءًا غير مؤثر وغير بناء وتم مهاجمتنا من كل وسائل الإعلام الإخوانية، أنا لم أتخل عن الشارع وسأتواجد بالشارع إذا كانت تلك إرادة الشعب المصري كله وليس شباب. **هل اتصل بك أحد من قيادات الإخوان أو المعارضين للسيسى الموجودين فى تركيا بعد الاعتذار؟ لم يتصل بي أحد من قيادات الإخوان ولم ألتقِ أيًا منهم, فكنت ضيفًا لقناة الشرق, حتى أن قناة مكملين الإخوانية الهوية اتصلوا بي واعتذرت لهم عن الظهور معهم. **هل يمكن أن تنضم إلى أي من التحالفات التي شكلها معارضو السيسى فى الخارج إذا طلب منك؟ غير وارد أن أن ضم إلى أي تحالفات فى الوقت الحالي, فأريد أن أخذ هدنة واستراحة بعض الوقت بعيدًا عن المعارك السياسية والصراعات ووجودي فى بتركيا لتغيير الأجواء والاستراحة, وتشكيل معارضة لنظام الحكم فى أي دولة هو من الأمور الطبيعية وإلا فلا وجود للديمقراطيات, والنظام الديكتاتوري هو الوحيد الذي لا يسمح بتكوين أي معارضة أيًا كان شكل تلك المعارضة. هل تتوقع أن يخرج السيسى من الحكم؟ لو تمت الدعوة لانتخابات رئاسية فلن يكون هناك البديل فى الوقت الراهن وعلى كل الأحزاب الموجودة فى مصر أن تصنع قادة وبدائل, ولا يوجد حزب بمصر لديه مشروع رئيس للجمهورية رغم أن الهدف الأساسي لأى حزب هو الوصول لسدة الحكم, أعتقد أن السيسي بهذا المنوال سيستكمل مدته وأي تغيير فى الدستور لمد فترات الحكم سيعجل بما لا تحمد عقباه. **شباب الإخوان ضدك ومؤيدو السيسى ضدك؟ كيف ستتعامل مع هذا الموقف؟ أنا رجل سياسي ومواقفي لم ولن تتغير أنا مع مصر وظللت أعمل من أجل مصر واختلاف الإخوان الآن على شخصي أو مؤيدي السيسي هو اختلاف فى الرؤية السياسية أو التعاطي مع الأحداث المختلفة ومن يعمل لصالح مصر أو المصريين سيجدني معه, فالتعاطي مع السياسة المصرية لنهضتها دائمًا وأبدًا يكون مع خيار الشعب لأنه فى النهاية المحرك الأساسي ومثلما حدث فى 25 يناير و30 يونيو كان الشعب هو السباق وأتت النخبة والسياسيون فى المؤخرة. **ما هو موقفك من استمرار السيسى فى الحكم؟ دستور 2014 ينص صراحة على أن لرئيس الجمهورية أن يمضى فترتين زمنيتين ولمدة 8 سنوات وهى أقصى فترات لحكم مصر أما وجود تغيير فى الدستور فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً فكيف لدستور لم يطبق أن يتم المناداة بتغييره ولو حدث تغيير لأي مادة من مواد الدستور بالتواطؤ ستكون عواقب وخيمة وسيتفتت المجتمع المصري بزيادة مطردة, ومن ثم فيجب على كل القوى السياسية خاصة الأحزاب التي لديها أهداف أن تصب فى صالح الوصول لسدة الحكم, وأن تخلف السيسي فى الحكم, وإلا فإن حلها والمجيء بتيارات وأحزاب أخرى هو أفضل للدولة المصرية الحديثة.