فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة ووزارة البيئة، أن عام 2015 سيكون عام البيئة داخل مصر ومحافظة أسوان تحديدًا بانتهاء مشكلات البيئة، التى تسببها المنشآت الصناعية، إلا أن الأوضاع البيئة داخل مدينة كوم امبو أكبر قلعة صناعية داخل المحافظة تسير من الأسوأ إلى الأسوأ فى ظل وجود مصانع السكر والخشب الحبيبى الذى يعتبر من أكبر الملوثات البيئة داخل المحافظة. أهالى كوم امبو، رفعوا العديد من الاستغاثات إلى المسئولين فى الدولة والحكومة إلا أن الأمور لا تزال غامضة فى ظل صمت حكومى غير مبرر عن الانتهاكات البيئة تجاه المواطنين. "المصريون"، رصدت المشكلة البيئة الصارخة ووضعتها أمام المسئولين عسى أن يستجيبوا لإنقاذ حياة الآلاف من المواطنين باعتبار أن مصنع سكر كوم أمبو يعد قنبلة موقوتة تهدد صحة الأهالي, خاصة أنه يقع وسط منطقة سكنية وعدد من المدارس. من ناحيته أكد أحمد السيد عليان موظف، أننا يوميا نتعرض إلى أدخنة "الهفت" التى تنتج من العملية الصناعية داخل مصنع لإنتاج السكر وتشغيل الآلات باستخدام الوقود الحرارى, مما يؤدى لتلوث البيئة المحيطة به وتعرض الأهالى للإصابة بأمراض العيون والرئة وغيرها. وأضاف، أن التلوث البيئى لم يقتصر فقط على التلوث الهوائى بل امتد إلى تلوث المياه، حيث حدثت فى شهر مارس الماضى واقعة مثيرة عبارة عن إلقاء مخلفات من الجير المطفئ ناتجة عن العملية الصناعية لمصنع سكر كوم امبو على جسر ترعة "كاسل"، وهى الترعة التى تغذى محطة مياه شرب مدينة كوم امبو فى قطع مياه الشرب عن المدينة بالكامل خشية من تلوث مياه الشرب. كان أهالى منطقة "رؤوف"والمناطق المحيطة بترعة كاسل بمدينة كوم امبو فوجئوا بوجود كميات كبيرة من الجير المطفئ الخاص بمخلفات مصنع السكر، مما تسبب فى وصول الجير إلى المياه، الأمر الذى دفع المسئولين آنذاك إلى قطع مياه الشرب. وأكد الدكتور إبراهيم علي، رئيس مرفق مياه كوم أمبو، أنه بمجرد اكتشاف الواقعة، وسقوط كميات من الجير فى ترعة "كاسل"، تم قطع المياه عن المدينة بالكامل، كموقف احترازي، خشية من حدوث أى تلوث للمياه . فيما أضاف العمدة إبراهيم البرنس، من أهالى وقيادات كوم امبو أن المشكلة تكمن فى أن المصنع يقع وسط كتلة سكنية هائلة ووسط تجمعات كبيرة من المدارس تضم نحو 5 مدارس هى : "إبراهيم البشير الثانوية بنات، وكوم أمبو الثانوية بنين، والسيدة نفسية الإعدادية بنات، والشهيد فتحى أمين الإعدادية بنين، وأحمد عرابى الابتدائية المشتركة"، حيث يعانى الطلاب والتلاميذ يوميا من تطاير "الهفت" من دخان مصنع السكر.
وأشار إلى أن المشكلة ليست فى وضعية المدارس بالنسبة للمصنع وإنما هى مشكلة ما يخرج من المصنع أساساً من مخلفات تسبب الأمراض السرطانية لأهالى مدينة كوم أمبو، حيث إن "الهفت" الناتج عن العملية الصناعية لا يؤثر على منطقة مدارس كوم أمبو فقط، بل تمتد آثاره على بعد 3 كيلو مترات حول المصنع، وهو ما تعانى منه القرى والعزب القريبة من المصنع. وتابع أنه من الغريب أن فترة عمل المصنع تتزامن مع فترة الدراسة وتتوقف خلال فترة الإجازة الصيفية. من ناحيتهم اشتكى العاملون بمصنع السكر والخشب الحبيبيى لتعرضهم للعديد من الأمراض بسبب العملية الصناعية والهفت المتطاير, مطالبين بسرعة توفيق الأوضاع البيئة داخل المصنع إنقاذا لأرواحهم. كما أكد مصدر مسئول بجهاز شئون البيئة بأسوان أنه تم تحرير العديد من المخلفات البيئة للمصنع ، وأننا فى انتظار الانتهاء من مشروع توفيق الأوضاع البيئة باعتباره هو المقياس الحقيقى لانتهاء مشكلات البيئة التى يسببها المصنع. شاهدالصور: