يشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قمة العشرين عقب وصوله إلى تركيا الأحد 15 نوفمبر 2015، وذلك في قمة لزعماء العالم تأخذ طابعا طارئا بعد هجمات باريس التي دفعت بمسألة التصدي لمتشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لتتصدر الهجمات الفرنسية رأس جدول أعمال القمة. وتشهد قمة العشرين حصارا غير مسبوق خاصة بعد وقوع الهجمات الإرهابية على فرنسا، فيما تواصل تركيا استعداداتها لاستقبال قادة مجموعة العشرين في مدينة إنطاليا الساحلية، يوم 15 و16 من الشهر الجاري، وسط استعدادات أمنية غير مسبوقة، فيما ستكون القضية السورية أحد أهم الملفات الأساسية على جدول أعمال القمة. كما رفعت قوات الأمن التركي درجة استعداداتها إلى الدرجة القصوى في منطقة بيليك السياحية التابعة لمنطقة سيريك، في ولاية إنطاليا، التي ستعقد فيها القمة ويشارك فيها قادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، والصين وروسيا، واليابان، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والبرازيل، والأرجنتين، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، والمملكة العربية السعودية، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، والمفوضية الأوروبية، وقادة دول أخرى دعتهم تركيا. وخصصت الحكومة التركية أكثر من 46 فندقاً يقعون ضمن منطقة الانعقاد للقمة، من بينها 30 مخصصة لوفود الدول، و16 لوفود المنظمات المجتمع المدني، حيث من المتوقع أن يشارك أكثر من 3 آلاف صحافي من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية الحدث. ومن المقرر، أن يجري أوباما محادثات ثنائية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل انطلاق القمة ثم يتناول عشاء عمل مع باقي الزعماء لإجراء مناقشات موسعة بشأن سوريا تتناول قضايا مثل مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين. ويواجه أوباما الذي وصف الهجمات عشية توجهه إلى تركيا بأنها "محاولة وقحة لإرهاب المدنيين" تساؤلا عما سيفعله الغرب الآن بعد أن اتضح أن خطر التنظيم المتشدد يتجاوز معاقل المتشددين في سوريا والعراق. وتتوقع واشنطن أن ترد فرنسا بالقيام بدور أكبر في التحالف الذي تقوده أمريكا ويقصف الدولة الإسلامية. وقال مسئول أمريكي قبل أن يبدأ الرئيس جولته التي تستمر 9 أيام، إن أوباما يسعى أيضا لجذب دول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط لاتخاذ خطوات ملموسة بشكل أكبر لإظهار التزامها العسكري. دور أكبر لواشنطن لكن لم يتضح بعد إن كان لدى واشنطن نفسها الرغبة في لعب دور أكبر بعدما كثفت بالفعل ضرباتها الجوية وأرسلت عددا قليلا من قوات العمليات الخاصة إلى شمال سوريا لتقديم النصح لمقاتلي المعارضة لمحاربة داعش. وتستمر قمة مجموعة العشرين للاقتصاديات الكبرى في العالم يومين وتنعقد على بعد 310 كيلومترات فقط من سوريا حيث يدور الصراع منذ أربعة أعوام ونصف العام. وتضع الهجمات المنسقة التي شنها مسلحون وانتحاريون في باريس مساء الجمعة أوباما والزعماء الآخرين لدول مجموعة العشرين تحت ضغط كبير في سبيل إيجاد قضية مشتركة. و يذكر أن هجمات فرنسا أسفرت عن مقتل 152 شخصا فيما أصيب 200 شخصا بالهجمات التي استهدفت قاعة للحفلات ومطاعم وحانات واستادا رياضيا.