وجهت الحكومة البريطانية ضربة موجعة للسياحة المصرية لتعمق جراحها الذي تعاني منه منذ عام 2011، حيث أعلنت إرسال طائرات عسكرية لإجلاء ما يقرب من 20 ألف مواطن بريطاني من مصر ووقف رحلتها إلى شرم الشيخ بعد أنباء عن أن حادث سقوط الطائرة الروسية كان نتيجة عمل إرهابي. وجاء هذا القرار خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووفد رفيع المستوى للمملكة المتحدة لمدة ثلاثة أيام تنتهي غدا، مما يعد إحراجًا كبيرًا للقيادة المصرية. وقال خبراء، إن قرارات الحكومة البريطانية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من خسائر السياحة الأوروبية الوافدة إلى مصر إذا ما قررت الدول أن تحذو حذوها بجانب فقد ما يقرب من 15% من إجمالي السياحة في مصر والذي يشكله البريطانيون. وأوقفت المملكة المتحدة، مساء أمس، جميع الرحلات المتجهة من شرم الشيخ إلى لندن، بعد شكوك من أن الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء السبت الماضي وراح ضحيتها 224 شخصاَ، قد أسقطت عبر عبوة ناسفة وضعت على متنها، وهو ما أثار الشكوك حول مستوى الأمن بمطار شرم الشيخ. وأرسلت بريطانيا فريقًا من خبراء أمن عسكريين لتقييم مستوى الأمن بالمطار، وقال وزير الخارجية البريطاني إن الرحلات التجارية ربما لن يتم استئنافها قبل أسبوع، وأعلنت أنها ستجلي مواطنيها البالغ عددهم 20 ألفًا من شرم الشيخ بغض النظر عن التكلفة. وكانت مصادر استخباراتية أمريكية قد قالت مساء أمس إنها تعتقد بأن الطائرة تم تفجيرها بواسطة جهاز متفجر وإنها توصلت لهذه النتيجة الأولية غير الحاسمة، بعد أن اعترضت اتصالات لم تفصح عنها، وقالت المصادر إن لديها أدلة على أن الطائرة أسقطت بواسطة قنبلة على متنها لكنها لم تفصح عن الأدلة بعد. وأوضح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن "القرار البريطاني، بتعليق رحلات لشرم الشيخ، تم اتخاذه بشكل منفرد، ولم يتم التشاور بشأنه مع مصر، على الرغم من الاتصالات التي تمت بين الجانبين قبل ساعات من اتخاذ القرار. وأضاف "أبو زيد"، في بيان صادر عن الوزارة: "أن التعزيزات الأمنية بشرم الشيخ، جاءت كإجراءات إيجابية بشكل عام ويتم تفعيلة بشكل دوري، وليس مؤشرًا لأسباب سقوط الطائرة أو استباقًا بأي حال من الأحوال لنتائج التحقيقات الجارية. ومن جانبه قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن بريطانيا تعجلت في أمر وقف رحلاتها الجوية إلى مطار شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية والتي قالت إن هناك شكوكًا حول وجود عملية إرهابية حول الحادث، مؤكدًا أن الشواهد أوضحت أن هناك عوامل فنية أدت إلى سقوطها، واصفا القرار بالخاطئ وتجب مراجعته. وأضاف في تصريح خاص ل"المصريون" أن إجراءات التأمين في شرم الشيخ عالية الجودة، خاصة بعد نجاح القوات المسلحة في القضاء على البؤر الإرهابية في سيناء خلال الفترة الأخيرة. وشدد على ضرورة أن ينتظر الجميع نتيجة التحقيقات النهائية حتى يتم اتخاذ قرارات صحيحة وغير ضارة بالدولة والسياحة المصرية. وقال إن قرار وقف بريطانيا لرحلاتها إلى شرم الشيخ سيؤثر بالسلب على أعداد السائحين في مدينة شرم الشيخ، لافتا إلى أن هناك بعض السائحين الأجانب تمسكوا بالتعاقدات التي أبرموها خلال الفترة الحالية من خلال تغيير مسار الطيران كإجراء احترازي، لينطلق إلى مطار القاهرة، ثم إلى شرم الشيخ بدلا من التوجه بشكل مباشر إلى مطار شرم الشيخ الدولي. وتابع: "قرار الحكومة البريطانية أثر على بعض التعاقدات التي تتم في الوقت الحالي في معرض لندن الدولي من أجل التعاقد على دفعات سياحية جديدة لفترات قصيرة، مشيرًا إلى أن المفاوضات ستعود مرة أخرى بعد أسبوعين على الأقل مع ظهور نتيجة التحقيقات الخاصة بحادثة الطائرة الروسية. ولفت إلى أن شرم الشيخ مقصد مهم للسياحة البريطانية، خاصة أن السياح البريطانيين تربطهم علاقة عاطفية بالمدينة لاسيما وأنه مقصد سياحى منخفض التكلفة مقارنة بالمقاصد السياحية الأخرى. وأوضح عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن السياحة البريطانية تمثل نحو 15% في الوقت الحالي بعد أن كانت تقترب من 25% قبل تراجع السياحة في مصر منذ 2011. وأصاف في تصريح خاص ل"المصريون" أن قرار الحكومة البريطانية سياسي ويهدف للقضاء على السياحة في مصر، خاصة أنه يأتي في ظل انعقاد معرض لندن الدولي للسياحة وسيؤدي إلى انتهاج بعض الدول لهذا النهج والعزوف عن الذهاب إلى مصر.