ندد مراقبون ومنظمات حقوقية، بالتجاوزات التي صاحبت المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية، وتتمثل في "تقديم رشاوى عينية ومحاولة التأثير على الناخبين فضلاً عن مصادر تمويل غير معروفة"، وذلك قبل ساعات من انطلاق جولة الإعادة للمرحلة الأولى. وطالب المراقبون اللجنة العليا للانتخابات بضرورة تحويل التجاوزات التي وقعت خلال الأيام الماضية إلى النيابة العامة للتحقيق فيها، محذرين من اتساع تلك التجاوزات والتي من شأنها الطعن في شرعية البرلمان المرتقب. وتجري الانتخابات النيابية, وسط تشكيك في النزاهة، ومقاطعة أحزاب وكيانات عدة، حيث تقاطع الانتخابات جماعة الإخوان وأحزاب "الوسط" و"مصر القوية" و"الدستور". وذكر تقرير لمؤسسة شركاء من أجل الشفافيةPFT، بشأن مراقبة التمويل والإنفاق الانتخابي في عدد من الدوائر الانتخابية والذي حمل عنوان "أصواتنا في مواجهة أموالكم"، إلى أن عددًا من المرشحين الذين استهدفهم الرصد الميداني لم يلتزم بتدوين الحسابات المتعلقة بحملاتهم الانتخابية في سجلات منتظمة بالشكل الذي يحدده قانون مباشرة الحقوق السياسية، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام التشكيك في القيم الحقيقية لمصروفات الدعاية الانتخابية لهؤلاء المرشحين، بحسب التقرير. وأشار التقرير، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، إلى أن الملاحظة التي كانت أكثر بروزًا في الرصد الميداني للمؤسسة، هي غياب الشفافية والإفصاح لمختلف جوانب الحملة الانتخابية للمرشح، وهو ما ظهر جليًا في رفض غالبية المرشحين الإفصاح عن التبرعات التى تلقوها، أو رقم حسابهم البنكى والقيم الحقيقية لمصروفات حملاتهم الانتخابية. كما رصدت البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة العملية الانتخابية، العديد من المخالفات خلال اليومين الماضيين تتمثل في مخالفات قانون مباشرة الحقوق السياسية واستغلال دور العبادة للدعاية الانتخابية، ودفع رشاوى للتأثير على إرداة الناخبين. والبعثة الدولية – المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية مصر 2015، هي تحالف يضم منظمتين دوليتين غير حكوميتين، وهما الشبكة الدولية لحقوق والتنمية GNRD بالنرويج والمعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسانIIPJHR بجنيف، ومنظمة دولية حكومية وهي السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا COMESA، بالإضافة لمنظمة مصرية وهي مؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان. وقال محمد الشنتناوي، مدير مرصد الانتخابات البرلمانية التابع للبعثة الدولية لوكالة الأناضول، إن أغلب المخالفات التي تم رصدها تتعلق باستخدام المال السياسي والدعاية المخالفة في عدة محافظات وذلك في الفترة ما بين إعلان النتيجة وبدء جولة الإعادة. وأشار الشنتناوي عن تقديم بعض المرشحين بعض السلع الاستهلاكية وتقديم رشاوى للناخبين، لافتًا إلى أن البعثة الدولية تقوم بإرسال المخالفات التي تم رصدها إلى اللجنة العليا لفحصها والتأكد من صحتها، وفي حالة استقرار اللجنة على تلك المخالفات تقوم بإرسالها لمحكمة القضاء الاداري لتقوم بالبت. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات النيابية المصرية، أن "نسبة التصويت في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي أجريت في الداخل والخارج، بلغت 26.56%، فضلًا عن فوز قائمة مؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب 60 مقعدًا، والإعادة على أغلب جميع مقاعد "الفردي". وقائمة "في حب مصر"، يتزعمها وكيل المخابرات العامة السابق سامح سيف اليزل، وظلت تنفي اتهامات لها بأنها محسوبة على السلطات الحالية، والسيسي طيلة الفترة الماضية، وفي تصريحات متلفزة مؤخرًا اعترف اليزل أن القائمة تضم مرشحين سابقين للحزب الوطني المنحل (حزب الرئيس الأسبق حسني مبارك)، غير أنه قال إنهم من "نظيفي اليد". وبحسب مراسلي الأناضول، وتقارير إعلامية، فقد كان الإقبال الضعيف وتصويت كبار السن غالبًا في معظم المحافظات، باستثناء إقبال متوسط في بعض مراكز الاقتراع. وانطلقت المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب يومي 17 و18 أكتوبر ، خارج البلاد، و18 و19 من الشهر نفسه داخلها، وتجري الإعادة في 26 و27 من أكتوبر خارج البلاد أما داخلها فستجرى في 27 و28 من الشهر ذاته. وتجري المرحلة الثانية من الانتخابات في 13 محافظة من ضمنها محافظة القاهرة ومدن القناة وسيناء في 21 و22 نوفمبر 2015 و داخل الجمهورية 22 و23 نوفمبر 2015. وستقام جولة الإعادة في المرحلة الثانية في 30 نوفمبر و1 ديسمبر وفي الداخل 1 و2 ديسمبر وينتظر أن ينعقد البرلمان بنهاية العام.