قال الرئيس السوداني في تصريحات لصحيفة «اليوم التالي» السودانية إن حلايب وشلاتين «سودانية ولا تنازل عنها مطلقا»، معربا عن أمله «في حل ودي دون تصعيد لا يرغب السودان فيه». وكان الرئيس السودانى، «عمر البشير»، قد طلب من السعودية التدخل لحل النزاع القائم بين القاهرة والخرطوم حول مثلث «حلايب وشلاتين» الحدودي. جاء ذلك في أول رد فعل سوداني على قيام السلطات المصرية بإجراء الانتخابات البرلمانية المصرية في منطقة «حلايب وشلاتين» للمرة الأولى منذ فرض القاهرة سيادتها عليها منتصف تسعينيات القرن الماضي. وكشف «البشير» عن الدور السعودي في احتواء أزمة المعدنين السودانيين ال20 الذين احتجزتهم السلطات المصرية بعد عبورهم الحدود من أجل التنقيب عن الذهب، وتم الإفراج عنهم مؤخرا. وأضاف: «نأمل أن تلعب الشقيقة المملكة العربية السعودية دورا مماثلا في دعم جهودنا في الوصول إلى تسوية سلمية في مسألة حلايب»، معتبرًا أن «المملكة بتاريخها وثقلها ودورها المتميز مؤهلة للقيام بهذا الدور». وأكد «البشير» أن السودان «متمسك بشكواه التي قدمها لمجلس الأمن منذ سنوات، ويجددها سنويا تأكيدا لحقه التاريخي في حلايب وشلاتين» مضيفا: «إننا حريصون على الوصول إلى حل ودي في موضوع حلايب عوضا عن التنازع في أي مستوى إقليمي أو دولي وبالضرورة لسنا حريصين على التصعيد السياسي وليس من خياراتنا الحل العسكري».
وتتمتع منطقة «حلايب وشلاتين» بأهمية استراتيجية؛ حيث تعتبرها مصر عمقاً استراتيجياً مهماً لها كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر، وهو الأمر الذي يهدد أمنها القومي. ويعود النزاع بين البلدين حول هذه المنطقة إلى عام 1958 عقب استقلال السودان عن الحكم المصري البريطاني. وتقع المنطقة تحت سيطرة مصرية كاملة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق «حسنى مبارك» في أديس أبابا؛ حيث اتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال؛ وأمر «مبارك» بمحاصرة وطرد القوات السودانية من «حلايب وشلاتين».