مفاجأة من العيار الثقيل تلقتها الأحزاب الكبرى ذات التاريخ البرلمانى الممتد عبر السنين بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات نتائج المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية والتي أجريت يومي 18،19 أكتوبر الحالي في 14 محافظة. حصدت فيها قائمة فى حب مصر 15 ألفاً و529 صوتاً فى الصعيد، وقائمة نداء مصر 3076 صوتاً وكتلة الصحوة الوطنية 1403 أصوات وتيار الاستقلال 2969 صوتاً. وحصلت قائمة فى حب مصر على 84٪ من أصوات ناخبى غرب الدلتا، فيما حصل حزب النور على 8٪ من أصوات الناخبين. لتشير النتائج صعود قوي سياسية جديدة متمثلة في الشباب والمستقلين وسقوط الأحزاب التاريخية من بينها أحزاب ليبرالية ويسارية كبرى منها الوفد والتجمع والأحزاب الدينية وأبرزها النور. فقد تقدم مرشحى حزب مستقبل وطن وجاءت أرقامه متقدمة عن غيره من الأحزاب، ما دفع البعض الي وصفه بالحصان الأسود فى الانتخابات حيث يخوض الإعادة على 48 مقعدا كما جاء حزب المصريين الأحرار فى المقدمة أ محققا أرقاماً مرتفعة بحيث يتنافس في جولة الإعادة علي على أكثر من 60 مقعدًا. فيما تراجعت عدد الأصوات التى حصل عليها حزب النور السلفى، على مستوى المقاعد الفردية والقوائم فى قطاع غرب الدلتا، الذى يضم أغلبية كبيرة لمؤيدى الحزب السلفى كما تراجعت قائمة الجبهة المصرية وتيار الاستقلال التى يترأسها أحمد الفضالى. في المقابل، قال المقرر العام لقائمة "في حب مصر"، اللواء سامح سيف اليزل، إن قائمته فازت في قطاع غرب الدلتا بنسبة 58 في المئة من إجمالي الأصوات الصحيحة، بالإضافة إلى فوز القائمة في قطاع الصعيد، بنسبة 54.5 في المئة. ووجه "سيف اليزل" - في تصريحات صحفية رسالة إلى حزب النور، قال له فيها إن "الشعب يرفض برلمانات قندهار، والوعي السياسي الذي وصل إليه الرأي العام المصري وضعكم في حجمكم الحقيقي، وأنهى الأسطورة الزائفة الزاعمة سيطرتكم على عدد من دوائر غرب الدلتا". من جانبه قال أحمد عز العرب, نائب رئيس حزب الوفد, إن سبب ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية يرجع لقوانين الانتخابات المعقدة والغير مفهومة واصف إياها "بالقوانين الغبية", مؤكدًا أن هذا الأمر أصاب الناخبين بحالة من التشويش وجعلتهم لا يعلمون لمن سيعطون أصواتهم, وهو ما جعل الأحزاب الكبرى تفشل. وأكد عز العرب، خلال تصريحات خاصة ل"المصريون", أن عملية الانتخابات أصبحت عملية مقعدة بسبب تغير تلك قوانين وطريقة الانتخابات, خاصة وأن الموطن المصري مواطن بسيط لا يريد التعقيد فهو معتاد على الانتخاب إما علي القوائم الانتخابية أو النظام الفردي, لكن الأمر مختلف تمامًا هذه المرة فهناك العديد من القوائم والكثير من المرشحين والعديد من الرموز, قائلًا:" أنا نفسي مسئول في الحزب وعندي حالة تشويش ولخبطة ومش عارف رموز مرشحينا, فماذا سيفعل المواطن". فيما وقال الأمين العام لائتلاف "دعم صندوق تحيا مصر" محمود الأمين في بيان أصدره، إن الشعب المصري لقن حزب النور درسا لن ينساه، وأنهم أعادوه إلى حجمه الذي يستحقه، على الرغم من ارتكابه للعديد من المخالفات الانتخابية من تقديم رشاوى للناخبين، والنقل الجماعي لهم وتوجيههم خارج اللجان وخرق الصمت الانتخابي، واستغلال الأطفال في الدعاية لمرشحيهم وتوقع محمود، أن يتطاول حزب النور على مؤسسات الدولة خلال الفترة المقبلة لتبرير خسارته المدوية، "منتهجا الأساليب ذاتها التي تتبعها جماعة الإخوان"، على حد قوله. وفي سياق مختلف قال صلاح عبد المعبود عضو المجلس الرئاسي للحزب، خلال تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، موجها حديثه لقواعد الحزب: "يا شباب النور: لا تنزعجوا، فالله عنده الخير لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا".