سلطت مجلة فورين بوليسى الأمريكية الضوء على استخدام وسائل الإعلام لآلة الدعاية المتطورة للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" من خلال المبالغة منذ بداية الحرب الجوية الروسية في روسيا بالترويج لاستخدام الذخائر الموجهة بدقة أكثر تكلفة بكثير من القنابل التقليدية، لتوفير المال في تدخلها العسكري المكلف بالفعل في الشرق الأوسط»، وفقا ل«خورخي بينيتز» من أتلانتيك كاونسل. وأضاف "بينيتز" أن "بوتين ربما يعتقد أيضا أن المبالغة في إظهار استخدام روسيا للأسلحة بالغة الدقة يجعل من الأسهل تفادي الانتقادات الغربية بشأن سقوط قتلى من المدنيين على أرض المعركة. بغض النظر عما إذا كان يبذل جهدا فعليا لتفادي الأمر". ونقلت مجلة فورين بوليسى عن بينيتز قوله بأن لدى موسكو استعداد أكبر لاستخدام القوة العشوائية مؤضحا بقوله، "الروس لا يهتمون كثيرا لقدر الأضرار الجانبية التي يحدثونها".
وأوضحت المجلة بأن روسيا اليوم وغيرها من وسائل الإعلام التي تدعمها الدولة، على سبيل المثال، قد نشرت صورا للقنابل الروسية الموجهة بدقة من طراز KAB-500S، وهي سلاح يعتقد أن وزارة الدفاع الروسية قد رفضته بسبب ارتفاع تكاليفه، مربوطة إلى بطون طائرات مقاتلة متقدمة على المدارج السورية ، لافتة إلى أن الصور التي تم التقاطها في سوريا وبثها عبر وسائل الإعلام الاجتماعي تضمنت أيضا عرضا لأسلحة موجهة أخرى بما في ذلك طائرات سو 24 المجهزة مع صواريخ جو أرض من طراز Kh-25ML الموجهة بالليزر. و ألمحت المجلة إلى اعتقاد بعض المحللين بأن موسكو لديها دوافع مختلفة في محاولتها لإقناع العالم بخلاف ذلك حيث يرون أن الشيء الذي تهتم به روسيا كثيرا، بإظهار أن جيشها على نفس القدر من القوة والحداثة مثل الجيش الأمريكي. واستدلت المجلة بحروب بوتين في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا معتبرة أن الحرب فى سوريا هي فرصة كبيرة ل«بوتين» لعرض بعض المعدات الأحدث والأكثر تقدما له، حتى لو كان الجيش الروسي لا يمتلك منها سوى أعداد محدودة.
وأكدت المجلة على أن الصورة التى تعكسها روسيا فى سوريا من الدقة يبدو أنها لا تعدو كونها نوعا من دعايا العلاقات العامة في زمن الحرب، حيث أن غالبية الضربات الروسية استخدمت القنابل القديمة «الغبية» التي لا يمكن توجيهها في الواقع نحو أهداف محددة والتي من المرجح أن تصيب أيا من الأماكن بالقرب من الضربة. ونقلت المجلة عن «مايكل كوفمان»، وهو باحث في السياسة العامة في معهد مركز ويلسون كينان. وقال «كوفمان» أنه وجه تحذيره، ولكن موسكو قد لا تهتم، وأكد أن «كل ما يحتاجونه هو الاقتراب بما فيه الكفاية عند قيامهم بضرب أهداف مرتبطة بجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد». وأشارت المجلة إلى أن روسيا خصصت في عام 2015، مبلغ 81 مليار دولار كميزانية للدفاع، وهي أكبر ميزانية للجيش منذ نهاية الحرب الباردة.