رصدت وكالة الأنباء الفرنسية الأسباب التى أدت إلى ظهور مشهد قلة الإقبال فى التصويت للمرحلة بالانتخابات البرلمانية حيث نقلت عن محمد أيمن رؤيته بتصريحا "لن أذهب للإدلاء بصوتي لأنني غير مقتنع بوجود مرشحين يستحقون تمثيلي على المستوى الشخصي أو البرامج الانتخابية"، معللا بقوله عدم الذهاب إلى مركز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية . 1- الحالة الاقتصادية حالة عزوف محمد، الذي لم يتجاوز الأربعين عاماً من عمره، لم تكن استثنائية خلال العملية الانتخابية، التي بدأت الأحد 19 أكتوبر 2015، ، بعد يوم من خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعا فيه كل فئات المجتمع للتوجه لمراكز الاقتراع، وبالتزامن مع دعوات المعارضة بمقاطعة الانتخابات، وأحوال معيشية متدهورة للمواطن المصري عموماً، وانخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي. 2-عدم الاقتناع بالبرامج الانتخابية ولم يختلف موقف الرجل الخمسيني (رفض ذكر اسمه) الذي يعمل في مهنة قطع التذاكر لحافلة غربي الجيزة (إحدى محافظاتالقاهرة الكبرى)، عن موقف محمد أيمن كثيراً، حيث ربط بين الأحوال المعيشية الصعبة ووقته الذي لا يريد أن يهدره بعيداً عن العمل، قائلاً: "هتعب ليه (لماذا)؟.. وأروح (أذهب) أنتخب.. هناخد إيه (ماذا سنحصل) إحنا (نحن) بندور (نبحث) على لقمة العيش الصعبة ونروح (نعود منازلنا) تعبانين (مجهدين)". 3- الرفض السياسى للنظام عدم الاقتناع بالبرامج الانتخابية أو الحالة الاقتصادية بحسب رأي المواطنين السابقين، يضاف لهم في الإسكندرية (شمال) ثلاثة آراء تذهب إلى حالة الواقع الذي يرفضه الشباب والرفض السياسي للنظام وفشل السلطات في إقناع المصريين بالمشاركة في الانتخابات. 4- عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى فعلى مقهى في منطقة مياميبالإسكندرية، عبدالحي الفخراني، (45 عامًا) يطرح سببًا آخر لعدم توجهه لمركز الاقتراع للإدلاء بصوته متساويًا مع الشباب قائلاً: "اتخذت قرارًا منذ أحداث 30 يونيو 2013 (التي أدت بنهايتها لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي) بعدم المشاركة في أي انتخابات مرة أخرى، ما دمت حيًا". وقال في تصريح صحفي: "أصواتنا كمصريين ليس لها قيمة، فمهما انتخبنا ووقفنا بالساعات والأيام في طوابير طويلة، ستأتي الدبابات لتسحق نتائجها في أي وقت" على حد قوله . وبرّر علاء خلف الله، تاجر الأقمشة في منطقة العجمي بالإسكندرية، جلوسه في المقهى بدلًا من التوجه إلى مركز الاقتراع، بأن الانتخابات وعدمها سواء، في وجهة نظره، قائلًا: "أنا مقاطع للانتخابات وغير مبالٍ بما ستسفر عنها من نتائج".
5- عزوف للشباب عزوف الشباب عن المشاركة تطرحه الحاجة فتحية عبدالسلام (62 عامًا)، قائلة: "رغم رفض أبنائي ال4 المشاركة في العملية الانتخابية (لم تحددًا سببًا)، إلا أنني صممت على التوجه للجنة بنفسي دون مساعدة من أحد، والإدلاء بصوتي ورفض التغييب مهما كانت الظروف". ويتعجب عزت أبوالسعود (71 عامًا) من عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، قائلا لمراسل الأناضول: "أنا متعجب من غياب الشباب بهذه الصورة، وكأن الأمر لا يعنيهم". هذا العزوف أدركه أيضا هيثم الحريري، المرشح في دائرة محرم بك، (39 عامًا)، قائلاً: "هناك فشل في حشد الشباب أمام اللجان الانتخابية، ولم يتقدم حتى الآن للإدلاء بصوته سوى كبار السن من الجنسين، في ظاهرة تؤكد وجود أزمة حقيقية في الشارع المصري". أحمد سلامة (61 عامًا)، المرشح بدائرة ميناء البصل بالإسكندرية، قال إن "جميع المرشحين ووسائل الإعلام بكل أنواعها والحكومة المصرية بأجهزتها فشلت في إقناع المواطنين بالمشاركة في التصويت في انتخابات البرلمان المصري، وخاصة فئة الشباب، وظلت اللجان ومراكز الاقتراع خاوية سوى من كبار السن". آراء الأشخاص مواطنين ومرشحين، بعدم المشاركة في العملية الانتخابية لأسباب عديدة، تم تفعيلها لدى قوى شبابية أخرى مثل "6 إبريل"، الحركة الشبابية المعارضة بمصر، بدعوة لاختيار قوائم رمزية بأسماء شباب سياسيين مسجونين، وآخرون لجؤوا للتدوين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن فكرة عدم المشاركة، مقترحين هاشتاغ "#بدل (مكان)_ماتنتخب"، لاقتراح وسائل ترفيه بديلة عن الذهاب لمراكز الاقتراع، بجانب بيانات من الإخوان وقوى سياسية بالحث على مقاطعة الانتخابات. المعارضون إلى ذلك قال معارضون مصريون بارزون (أغلبهم خارج البلاد) إنهم "يحيون الشعب البطل الذي أعطى للظالمين درسًا قاسيًا بمقاطعته انتخابات جرى تزييفها قبل أن تبدأ، معلنًا رفضه لسلطة تجرّ البلاد إلى هاوية سياسية واقتصادية واجتماعية". جاء ذلك في بيان موقع عليه من: "أيمن نور (زعيم حزب غد الثورة)، ثروت نافع (برلماني سابق)، حاتم عزام (برلماني سابق)، سيف عبدالفتاح (أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة)، طارق الزمر (رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، الشاعر عبدالرحمن يوسف، عمرو دراج (قيادي إخواني)، محمد محسوب (وزير سابق)، يحيى حامد (مستشار أول رئيس مدني منتخب بمصر محمد مرسي)". كما وقع عليه عدد من المعارضين البارزين بالقاهرةوالمحافظات، تم التحفظ على أسمائهم لدواعٍ وصفوها ب"الأمنية". وأضاف البيان "بغض النظر عما ستقوم به سلطة القمع (في إشارة إلى السلطات الحالية)، لمحاولة إخفاء نكستها ورفض الشعب لشرعيتها فإن خطوتكم المباركة حققت هدفها وكشفت عورات نظام حاول يائسًا اصطناع شعبية أو ادعاء شرعية".
وتابع "سيكون موقفكم الشجاع اليوم – رغم الترغيب والتهديد – إيذانا بتلاحم الجميع خلف هدف وطني واحد هو استعادة الحرية وتحقيق العدالة وإعلاء الكرامة".