هل يستجيب حزبا الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين و"النور السلفى" لدعوة الكنيسة بالمشاركة فى الاحتفال بقداس عيد الميلاد، وبدء عمليات حوار بينهما على أهم القضايا التى تمر بها مصر فى الفترة الحالية، وإثبات أن الإسلاميين ماضون فى إرساء روح الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد؟. يأتي ذلك بعدما تردد أن الكنيسة تدرس حاليا فكرة إرسال دعوة رسمية للحزبين اللذين فازا بأكثر من 60 % من مقاعد البرلمان خلال الجولتين الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب، بالرغم من أن الكنيسة كانت تنتقد طوال الفترة الماضية الأحزاب الدينية ودعت الأخوة الأقباط إلى التصويت لصالح مرشحى الكتلة البرلمانية ومنع صعود التيار الإسلامى. وقال نصرعبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية، المتحالف مع حزب النور فى تصريحات خاصة ل (المصريون ) " إن دعوة الكنيسة للحوار مع حزب النور ستكون بمثابة فخ لقادته، وهناك إشكالية لدى الحزب فى قبول الدعوة بسبب مواقف الكنيسة المعارضة له، والتى وصفها بأنها خطر على الأقباط فى حالة وصوله للحكم. يذكر أن مصادر كنسية، كانت قد صرحت بأن هناك إشكالية كبيرة تواجه إرسال دعوات قداس عيد الميلاد. بدورهم، هدد شباب من حركة (أقباط بلا حدود) بالاعتصام داخل الكنيسة فى حال أرسل البابا شنودة دعوات للمجلس العسكرى بحضور احتفالات أعياد الميلاد وهدد بعضهم بطرد الوزراء أو مندوبى المجلس العسكرى إذا فكروا فى الحضور إلى الكاتدرائية. وقال ميلاد حبيب عضو الحركة إن حضور أى مسئول حكومى للمشاركة فى الاحتفالات بميلاد المسيح مرفوض شكلا وموضوعا، مشيرًا إلى أن شباب الكنيسة يرفضون حضور هؤلاء وأيديهم ملطخة بدماء الشهداء فى أحداث كنيسة القديسين وماسبيرو. وأوضح ميلاد أنه سيتم إعلان الاعتصام فى حال دعوة البابا شنودة للمشير طنطاوى أو لرئيس الوزراء أو أى من المجلس العسكرى والحكومة فنحن كشعب كنسى نرفض سياسة الأمر الواقع ومشاركة العسكر معنا، وعلى البابا شنودة أن يراعى مطالب شعبه ولا يرضى الحكومة على حسابنا. وأضاف المجلس العسكرى أساء إلى الأقباط فعليه أن يعتذر عما بدر منه فى ماسبيرو وبعدها لنا أن نقبل الاعتذار أو نرفضه فالشباب القبطى خرج عن صمته وأصبح يشارك بفاعلية فى الحياة السياسية ويجب على الكنيسة أن تراعى هذا. من جانبه، قال فادى بباوى إن أى مندوب من المجلس العسكرى سيحضر إلى الكاتدرائية أو أى كنيسة سيطرد منها لذا على المجلس العسكرى إذا أرسلت لهم الكنيسة دعوى لحضور الاحتفالات بأعياد الميلاد دون علم الشعب الكنسى عليهم ألا يحضروا حفاظًا على وجاهتهم، مضيفا أن حكومة الجنزورى كذلك مرفوضة وإذا فكر أحد منها الحضور للمشاركة فى الاحتفال سيطرد حتى لو كان وزيرًا قبطيًا. وأضاف أن البابا شنودة عندما حضر من رحلة علاجه لم يفكر أحد من المجلس العسكرى فى استقباله بالمطار أو الاتصال به لتهنئته بالعودة وهذا جرح مشاعر الأقباط فكيف بعد ذلك نرحب بالمجلس العسكرى فى بيتنا. من ناحية أخرى أصدرت حركة أقباط بلا قيود بيانًا طالبت فيه البابا شنودة والأحبار والأساقفة والمطارنة فى كل الإبراشيات بمصر وبلاد المهجر بأن تقتصر الاحتفالات بعيد الميلاد على القداس فقط دون أى مظاهر احتفالية أخرى، وطالبت الكنيسة بعدم إرسال دعوات إلى المسئولين الحكوميين والعسكريين والامتناع عن قبول التهانى تقديرًا لشهداء مصر ودمائهم الطاهرة التى سالت فى أحداث كنيسة القديسين وماسبيرو وقصر العينى. وطالبت الحركة البابا شنودة بأن يفتح الكنائس للمسلمين الذين يرغبون فى الاحتفال بأعياد السيد المسيح فى أجواء خالية من البهجة والتصفيق.