أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تعليق القيادي في حركة فتح الفلسطينية مروان البرغوثي، المعتقل منذ سنوات بسجون إسرائيل, على المواجهات في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية, احتجاجا على انتهاك حرمة المسجد الأقصى. ونشرت الصحيفة في 12 أكتوبر مقالا كتبه البرغوثي من داخل سجنه, حيا فيه الجيل الجديد من الفلسطينيين لمقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي, مشيرا إلى أن هذا الجيل "لم ينتظر نتائج مباحثات التسوية، أو تجاوز الانقسام الداخلي, أو صدور تعليمات لتنفيذ واجبه في مقاومة الاحتلال, وقاموا بذلك من دون السلاح، في مواجهة أحد أكبر القوى العسكرية في العالم". وفي تعليقه على أسباب التصعيد الحالي، قال البرغوثي :" إن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين لم تتوقف يوما, ففي كل يوم, يتم قتل الفلسطينيين، وإصابتهم، واعتقالهم". وتابع "في كل يوم, يتقدم الاحتلال، ويتواصل الحصار على شعبنا بغزة، ويستمر القمع والتنكيل", مشيرا إلى أن إسرائيل اختارت الاحتلال على أنقاض السلام، واستغلت المفاوضات كذريعة لتنفيذ مشروعها الاستعماري. واستطرد " الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، خاصة ضد المسجد الأقصى، تنتهك القانون الدولي, وتدمر حل الدولتين, وتهدد بتحويل الصراع السياسي القابل للحل, إلى حرب دينية لا نهاية لها، في منطقة مشتعلة بالأساس". وكانت مجلة "سلايت" الفرنسية وصفت المواجهات, التي عمت الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، احتجاجا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحرمة المسجد الأقصى بأنها "انتفاضة". وأضافت المجلة في تقرير لها في 11 أكتوبر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسعى لإنهاء "الانتفاضة" في القدس والضفة، لأن اتساع المواجهات يشكل خطرا على سلطته، حسب تعبيرها. وتابعت أن " الانتفاضة الحالية تأتي بينما تواجه السلطة الفلسطينية اتهامات متزايدة بالتورط في الفساد المالي وسوء التصرف في المساعدات الدولية"، مشيرة إلى أن دراسات معمقة أظهرت أن الفساد يتسبب في إهدار حوالي 40 بالمائة من ميزانية السلطة الفلسطينية. وأشارت المجلة إلى أن شعبية عباس في تراجع، بسبب كثرة الاتهامات الموجهة له بعدم حل المشاكل اليومية، الاقتصادية والسياسية، التي يعاني منها الفلسطينيون وتقاعسه في محاربة الفساد الذي وصل إلى أعلى هرم السلطة. وتابعت المجلة أن عباس يحاول حاليا إنهاء الاحتجاجات في القدس والضفة, لأنه ضد انتفاضة ثالثة, ستقوض سلطته, خاصة في ظل اتهامات الفساد التي تلاحق السلطة الفلسطينية, وفشل مسار التفاوض مع إسرائيل. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أبرزت الاحتجاجات التي عمت الجمعة 9 أكتوبر الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، إضافة إلى المسيرات قرب الشريط الحدودي شرقي وجنوبي قطاع غزة. ونشرت الصحيفة في 9 أكتوبر تحليلا للكاتبين وليان بوث ووليام برانين, قالا فيها إن المواجهات التي تشهدها الضفة الغربيةوالقدس تشكل معضلة كبيرة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو. وأضاف الكاتبان أن المواجهات الراهنة اندلعت في أعقاب محاولات إسرائيل انتهاك حرمة المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى، وأشارا إلى أن مناطق فلسطيينية مختلفة تشهد مواجهات متبادلة مع المستوطنين, يصفها البعض ب"حرب السكاكين". وتابع الكاتبان أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاجز أمام هذه التطورات ويمر بأوقات صعبة، كما أن الفلسطينيين تعبوا من وجوده. واستشهد سبعة فلسطينيين وأصيب أكثر من ثلاثمائة آخرين جراء المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي الجمعة 8 أكتوبر، حيث عمت الاحتجاجات مدن وقرى الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، إضافة إلى مسيرات قرب الشريط الحدودي شرقي وجنوبي قطاع غزة