دعا عبود الزمر، القيادي الإسلامي البارز إلى ضرورة الحفاظ على روح الانتصار العسكري المصري على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 من أجل وحدة الصف وقوة العزم والإرادة الصلبة. وقال الزمر - وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة، وأحد المشاركين في حرب أكتوبر - إن "معركة أكتوبر وقف فيها الشعب خلف جيشه بل ووقفت الأمة العربية داعمة قوية حتى تحقق النصر بعد الهزيمة المريرة في يونيو 67، إذ لم نكن نحن كضباط أو جنود مستريحي البال وإسرائيل تحتل جزءًا من أرضنا، لقد كنا بحق نشعر بأننا مقصرون في حق الوطن". وأضاف الزمر في مقاله المنشور ب "المصريون" اليوم تحت عنوان "روح أكتوبر المجيدة": "لقد كان استبعاد الشخصيات المسئولة عن الهزيمة هي أول الخطوات الجادة نحو جولة جديدة عشتها على الجبهة نحو ست سنوات تم فيها الإعداد وأدار فيها الجيش معركة استنزاف باسلة بذل فيها الجميع الجهد والعرق والدم من أجل استعادة الأرض بل والكرامة". وتابع "لقد تحقق النصر في أكتوبر ليس بالضربة الجوية وحدها التي حاول أنصار (الرئيس الأسبق حسني) مبارك (قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر) اختزال الحرب فيها، ولكن بما يسمى بمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة التي شاركت فيها كل أفرع القوات المسلحة وتخصصاتها بدور فريد ورائع فصار عملاً متكاملاً لفريق واحد حريص على النصر". وأوضح الزمر أن هذه الحرب "أصبحت مما تدرسه الأكاديميات العسكرية على مستوى العالم كواحدة من أهم المعارك في التاريخ، ولم يكن غريبًا أن معظم قادة حرب أكتوبر كانوا ممن شهدوا الهزيمة ولكنهم هذه المرة امتلكوا روحًا معنوية عالية وعزيمة فتية تدل على معدن المقاتل المصري الذي استعاد نفسه سريعا ونهض من كبوته وتقدم مضحيًا من أجل هذا الوطن الذي نحبه". ومضى الزمر الذي جرى تكريمه عن دوره أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، قائلاً إن "ما بقي من أكتوبر هو مجرد ذكريات نحتفل بها كل عام ولكن المطلوب بإلحاح هو الحفاظ على روح أكتوبر في وحدة الصف وقوة العزم والإرادة الصلبة". وأعرب عن شعوره ب "الفخار حول الماضي وما تم إنجازه، وفي ذات الوقت أشعر بالأسى إزاء ما نحن فيه اليوم، إذ أصبحت الدماء تسيل على أرض سيناء بين أبناء الوطن الواحد دون أن تجد من يحقنها، كما وشاهدت التنازع الذي تقع فيه المظالم وتضيع فيه الحقوق". واستدرك: "لقد تملكني الحزن من استمرار حالة النزاع بلا حلول عادلة نتجاوز الحالة التي نعيشها ونعود إلى الموقف الواحد لنبني وطننا بلا معوقات، بل وننهي حالة السخط المتبادلة بين الأطراف والتي أحدثت شرخًا في البنية النفسية لأفراد المجتمع تزداد كل يوم عمقًا وقسوة". وأردف قائلاً: "إننا بحاجة إلى روح أكتوبر التي انتصرنا فيها على إسرائيل كي ننتصر اليوم على أنفسنا ونرأب الصدع ونقارب بين وجهات النظر ونحمي مستقبل بلد يريد أن يحيا كريما عزيزًا". وخلص قائلاً: "فعلينا اليوم أن نصبر على الجراح ونداويها بالتراحم فيما بيننا حتى تشفى وتعود الحقوق إلى أهلها، وهنا نكون قد وفينا حق الشهداء وتحلينا بروح أكتوبر روح الفريق الواحد، والصف الواحد والأمة الواحدة".