في 21 سبتمبر الماضي فضت الشرطة بالقوة، تجمعًا لمواطنين من منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، احتجوا خلاله على انقطاع المياه على نحو أسبوع عن منطقتهم، عقب إغلاقهم الطريق الدائري الذي يربط محافظاتالقاهرة الكبرى (القاهرةوالجيزة والقليوبية) ببعضها. ورغم أن تجمع الأهالي وقطعهم أبرز الطرق الحيوية بإقليم القاهرة الكبرى، يعد نادر الحدوث منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة البلاد في يونيو 2014، إلا أنه فجر غضبًا شعبيًا مكتومًا بين فئة شعبية ما تزال تعاني من احتكار "الناس الكبار" المياه لرفاهيتهم المجتمعية. ويعد حي فيصل من أبرز المناطق العشوائية المزدحمة بالسكان في مصر. وفي هذا السياق، كشف مواطنون أحد أبرز الأسباب التي تؤثر في ضخ المياه إليهم؛ مرجحين سبب الأزمة لملاعب الجولف وحمامات السباحة والقرى السياحية المنتشرة بطريق القاهرة/ إسكندرية الصحراوي ومدينة 6 أكتوبر، اللتين تعدان ملاصقتين من ناحية الجنوب الغربي لحي فيصل. وتمثل المفاجأة في أن تلك القرى والمنتجعات وملاعب الجولف لا تعانى من انقطاع المياه ويتم قطعها عن المواطنين وتوفيرها لقاطني تلك المناطق من وزراء وكبار رجال الدولة ونجوم مجتمع. ورغم أن الأزمة تصل ذروتها في شهور الصيف، إلا أنها مازالت تطفو على السطح مع دخولنا شهر أكتوبر وقرب الشتاء، ويشكو السكان من الانقطاع المستمر للمياه دون سابق إنذار وتلوثها وسط معاناة يومية ما يدفع بعضهم لاستخدام المياه المعدنية في الشرب وتحضير الطعام وقضاء الحاجة، فيما يمثل عبئًا آخر ماديًا على كاهلهم. وتتواصل المعاناة حتى في لحظات توافر المياه حيث إنها لا تستمر إلا لبضع دقائق خلال اليوم بأكمله وحتى إذا توافرت المياه تكون ضعيفة ولا تصل إلى الأدوار العليا من الطوابق السكنية وسط عشرات البلاغات للمسئولين بالشكاوى ولكن دون جدوى.