حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من استخدام بعض الدول شعار "الحرب علي الإرهاب" كأداة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري، مشددًا علي ضرورة أن تلتزم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في سوريا، لمبادئ القانون الدولي، أن تكون تحت مظلة الأممالمتحدة. وقال لافروف، في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، بمدينة نيويورك إن "بلاده ستقدم اليوم مشروع قرار إلي أعضاء المجلس للتصدي للإرهاب، بما يتفق مع القانون الدولي". وأضاف قائلًا "يجب أن تتوافق جهودنا الخاصة بمكافحة الإرهاب في سوريا مع القانون الدولي، ويتعين علينا دعم كل من يتصدي للأعمال الإرهابية في سوريا، وفقًا لقرارات الأممالمتحدة، وروسيا تدعم بقوة الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمين العام، استيفان دي ميستورا، ونعتقد أنه لابد من توحيد الجهود الدولية في هذا الصدد". وأشار الوزير الروسي أن "بلاده أطلعت الإدارة الأمريكية على استخدام قواتها العسكرية ضد تنظيم داعش"، داعيًا إلي ضرورة إدراج كافة الأفراد والكيانات المتورطة في التعامل مع الجماعات الإرهابية، علي قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي. وتطرّق لافروف إلي ملف الصراع العربي الإسرائيلي، قائلًا إن "روسيا تدعو لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بهدف بناء إطار من السلام يقوم على أساس مبدأ الدولتين". ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، "لوران فابيوس" في كلمته إن "ازدهار تنظيم داعش في سوريا جاء نتيجة الدعم الذي يلقاه من رئيس النظام السوري بشار الأسد"، معربًا فابيوس عن أسفه إزاء ما وصفه ب"عجز مجلس الأمن الدولي في التعامل مع المآسي الجارية في سوريا والعراق". وأكد وزير الخارجية الفرنسي أهمية الدراسة المتأنية للمقترحات المطروحة بشأن إقامة مناطق آمنة داخل سوريا"، قائلًا "الرد العسكري بمفرده لن يكون كافيًا في سوريا، يجب ضرب داعش في كل الأماكن الممكنة، وهو ما تقوم به فرنسا حاليًا". وحدد فابيوس 3 شروط أساسية للتعامل مع الأزمة، متابعًا "الشرط الأول، يتعين ألا يكون هناك أي غموض بشأن الطرف الذي نكافحه، إننا نستهدف داعش والمجموعات الراديكالية الأخري، ولن نستهدف قوى المعارضة المعتدلة التي تدافع ببسالة عن رؤيتها، والتي تتفق مع رؤيتنا أيضا، وهي إقامة دولة سورية موحدة تحترم التعددية وكل الطوائف". والشرط الثاني هو "ضرورة وضع حد لجميع أشكال العنف ضد المدنيين، والذي يقود إلي تدفق اللاجئين، إن 80% منهم جاء نتيجة القصف الأعمى لبشارالأسد، وعلى مجلس الأمن الدولي أن يمنع استخدام البراميل المتفجرة في سوريا". وفيما يتعلق بالشرط الثالث، أكد وزير الخارجية الفرنسي ضرورة "معالجة المشكلة السورية من جذورها، أي مرحلة انتقالية سياسية، وهنا لا ينبغي علينا أن نختار بين النظام الإجرامي لبشار الأسد وبين داعش، بل لابد من تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، وفقًا لبيان جينيف2".